مصادر مصرية : خلية إدارة الملف الليبي تعمل بمزيج من الدبلوماسية والعمل الأمني لضمان تحقيق مصلحة مصر في ليبيا

مصادر مصرية : خلية إدارة الملف الليبي تعمل بمزيج من الدبلوماسية والعمل الأمني لضمان تحقيق مصلحة مصر في ليبيا

مارس 16, 2025 - 14:28
القسم:

تستمر التحركات المصرية غير المعلنة، والتي تهدف إلى التأثير المباشر في المشهد الليبي

تحركت الدبلوماسية بين مصر وليبيا أخيراً، إثر لقاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء الماضي، الممثلة الخاصة الجديدة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا هانا تيتيه، في إطار ما تصفها القاهرة "جهود مصر لدعم المسار السياسي الليبي"، وسط مؤشرات على استمرار الدور المصري الفاعل، سواء عبر القنوات الدبلوماسية العلنية أو من خلال تحرّكات أمنية وسياسية تُدار بعيداً عن الأضواء.

 وأفادت مصادر لـ"العربي الجديد"، بأن نشاطاً مكثفاً ما زال لما تُعرف بـ"خلية الأزمة المصرية الخاصة بليبيا"، التي تضم مسؤولين من وزارة الخارجية والمخابرات العامة والجيش، وتعمل هذه الخلية على إدارة الملف الليبي بمزيج من الدبلوماسية والعمل الأمني، لضمان تحقيق المصالح المصرية في الجارة الغربية. 

أفادت الصحيفة بأن اللقاء بين عبد العاطي والمبعوثة الأممية الجديدة تطرّق إلى سبل دفع العملية السياسية الليبية، مع التركيز على ضرورة التوصل إلى حل ليبي ـ ليبي يحفظ وحدة البلاد واستقرارها، وهو الموقف الذي تُصر عليه القاهرة في مختلف المحافل الدولية. 

وفي المقابل، تستمر التحركات المصرية غير المعلنة، والتي تهدف إلى التأثير المباشر في المشهد الليبي، سواء بدعم بعض الفصائل أو عبر التفاهمات الإقليمية، خصوصاً مع الجانب التركي.

وقال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري رخا أحمد حسن لـ"العربي الجديد"، إن مصر تطالب دائماً بخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وترى وجود هذه القوات يزيد من تعقيدات الأزمة الليبية، ويفتح المجال واسعاً أمام التدخلات الخارجية.

 ورأى رخا أن الوضع في ليبيا مرهون بصراعات الأطراف الليبيين، إذ يستعين كل طرفٍ بقوات ومرتزقة أجانب للحفاظ على مكاسب شخصية أو جهوية، من دون إعلاء مصلحة ليبيا دولة وشعباً. 

وأضاف أن إنهاء الأزمة يتطلّب التركيز على إعادة الإعمار والتنمية، خصوصاً أن ليبيا تمتلك الموارد الكفيلة بتحقيق ذلك. 

وقال إن المبعوثة الأممية الجديدة لن تتمكن من تحقيق تقدم في مسار التسوية السياسية أو إجراء الانتخابات العامة والرئاسية، ما لم يجتمع القادة الليبيون (خليفة حفتر، عقيلة صالح، عبد الحميد الدبيبة، محمد المنفي، محمد تكالة) للاتفاق على مسار ملزم بمواعيد محددة لإجراء الانتخابات، وفي غياب هذا الاتفاق ستظل الأزمة الليبية تراوح مكانها.

ولطالما اعتبرت مصر استقرار ليبيا جزءاً من أمنها القومي، وهو ما دفعها إلى الانخراط بقوة في الأزمة الليبية على مدار السنوات الماضية، فمنذ اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا عام 2011، حرصت القاهرة على دعم البرلمان ومليشيات خليفة حفتر.