الجزائر تطلق خطة استعجالية لمواجهة تهديد الجراد الصحراوي

الجزائر تطلق خطة استعجالية لمواجهة تهديد الجراد الصحراوي

مارس 17, 2025 - 13:24
القسم:

رُصدت مجموعات الجراد في مناطق حدودية مع كل من مالي والنيجر، إضافة إلى بوابة أخرى على الحدود الشرقية مع ليبيا

أطلقت السلطات في الجزائر خطة استعجالية لمواجهة تهديد الجراد الصحراوي الذي بدأ يظهر بأعداد محدودة على حدودها الجنوبية، من خلال تفعيل خريطة طريق واسعة النطاق تهدف إلى احتواء انتشاره والحيلولة دون وصوله إلى المناطق الزراعية، سواء في جنوب البلاد أو شمالها.

وشملت الخطة الاستعجالية المتخذة، وفق ما أكدته مصادر رسمية مطلعة لـ"العربي الجديد"، إصدار تعليمات صارمة للمصالح الفلاحية في 20 ولاية جنوبية، لمباشرة إجراءات التصدي لمجموعات الجراد الصحراوي، وتسخير الإمكانات المادية والبشرية اللازمة.

و وفق المصادر نفسها، فإنه ولحد الآن، لم تُرصد أسراب جراد كبيرة، إذ لا تزال التجمعات المكتشفة محدودة العدد، ولا تضم كميات كبيرة من الجراد البالغ ذي اللون الأصفر، وهي المرحلة الأكثر خطورة من دورة حياة هذه الحشرة، مشيرة إلى أن المخاوف بشأن احتمال تفاقم الوضع دفعت السلطات إلى وضع خطة قابلة للتوسع، بحيث تشمل ولايات الشمال إذا اقتضت الضرورة.

ووفق المصدر نفسه، فقد رُصدت مجموعات الجراد في مناطق حدودية مع كل من مالي والنيجر، إضافة إلى بوابة أخرى على الحدود الشرقية مع ليبيا، ما يضع الجزائر في دائرة تهديد حقيقي يتطلب استجابة سريعة وفعالة.

وتشمل الخطة الاستعجالية، وفق مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، تزويد المزارعين في الولايات الجنوبية بكميات كبيرة من المبيدات الحشرية، إلى جانب تسخير طائرات مسيّرة استطلاعية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي (الفاو) لرصد أماكن تكاثر الجراد ووضع البويضات، ما يساعد في تحديد البؤر المحتملة واتخاذ إجراءات وقائية قبل انتشاره.

كما جُنّدت طائرات تابعة لشركة "طاسيلي"، وهي فرع تابع لمجموعة سوناطراك الحكومية للمحروقات، بالإضافة إلى الطائرات التي اقتنتها الجزائر أو استأجرتها سابقًا في إطار مخطط مكافحة حرائق الغابات، والتي ستُستخدَم في رش المبيدات على نطاق واسع لمواجهة الجراد في المناطق المهددة.

وتهدف هذه التدابير بالدرجة الأولى، وفق المصادر نفسها، إلى حماية المناطق الزراعية الرئيسية في الجنوب وخصوصًا شمال الصحراء، التي تمثل أكثر من نصف إنتاج الجزائر من الخضراوات، إلى جانب كميات كبيرة من الحبوب والفاكهة. وتشكل هذه المناطق حجر الأساس في تأمين الإمدادات الغذائية للسوق المحلية، ما يجعل السيطرة على موجات الجراد أولوية قصوى للسلطات.

ورغم أن الوضع لا يزال تحت السيطرة وفق ما جرى عرضه خلال الاجتماع، إلا أن السلطات، ووزارة الفلاحة تحديدًا، تتعامل مع التهديد بجدية كبيرة، بالنظر إلى التداعيات المحتملة لانتشار الجراد على القطاع الفلاحي والأمن الغذائي للبلاد، وهو ما تجسد من خلال التوجيهات الصارمة التي أُسديت للمسؤولين المعنيين بالخطة الاستعجالية. وتخشى السلطات من تكرار سيناريوهات سابقة، حيث أدت أسراب الجراد في بعض الدول الأفريقية إلى خسائر فادحة في المحاصيل، ما دفع الجزائر إلى اتخاذ إجراءات استباقية لمنع وقوع كارثة بيئية وزراعية.