حقوقي ليبي: الإخفاء القسري والاعتقالات السرية تحولت إلى آلية للحكم
لا يخفي الحقوقي الليبي قلقه من تداعيات تنامي ظاهرة الاعتقال خارج القانون على المصالحة الوطنية
قال الحقوقي الليبي "إبراهيم الناجح" إن "الإخفاء القسري والاعتقالات السرية تحولت إلى آلية للحكم يسعى القائمون على السلطة إلى ترسيخها، والسلاح الذي كان منتشرًا بأيدي أفراد ومجموعات صغيرة بات في السنوات الأخيرة منظمًا بأيدي مليشيات كبيرة تعمل تحت مسميات رسمية".
و عبر الناجح لـ"العربي الجديد" عن مخاوفه من تحول قضية الإخفاء القسري بمرور الوقت إلى عقبة في طريق أي تسوية سياسية، مشيرًا إلى أن "مليشيا حفتر قد فرضت نفسها بقوة السلاح على الأرض، ولا يمكن تصور أن حفتر سيقبل بأي حل ما لم تُسو الملفات الجنائية التي تورط فيها، وهذا يعني دفن الحقيقة وتكريس الإفلات من العقاب وضياع الحقوق".
ولا يخفي الحقوقي الليبي قلقه من تداعيات تنامي ظاهرة الاعتقال خارج القانون على المصالحة الوطنية، متسائلًا "كيف ستبنى الثقة بين الليبيين وفيهم من يبحث عن جثة ابنه أو والده في مقابر ترهونة، أو يتوسل الوصول إلى شخصية نافذة ليعرف مصير قريب له. إلى كم فيديو مسرب سنحتاج كي تتحرك العدالة الدولية المزعومة؟ فيديوهات مقابر ترهونة الجماعية كانت أكبر شاهد على جريمة الإخفاء القسري، وهي أطول فيديو لا تزال مشاهده تتسرب على مدار أربع سنوات، ولجان تقصي الحقائق الدولية تقول إنها تجمع الروايات من الشهود وذوي الضحايا، من دون أن يصدر عنها أي حكم، أو نشرة للقبض على الجناة، أو حتى إعلان أسمائهم للرأي العام".
ولايزال اختفاء "إبراهيم الدرسي" محل تساؤلات رغم المطالبات المتكررة من عائلة الدرسي وقبيلته ومنظمات حقوقية ونشطاء بضرورة الكشف عن مصيره، إلا أن صمتًا مطبقًا لا تزال تلوذ به قوات حفتر، التي لم يصدر عنها حتى نفي لمعرفتها بمكانه أو مصيره.