جيش حفتر يستعين بالمداخلة المتشددين

جيش حفتر يستعين بالمداخلة المتشددين

أبريل 29, 2019 - 10:10

مقال نشرته مجلة دير شبيغل الألمانية بتاريخ 15-4-2019م

صورة من مقال مجلة ديرشبيغل الألمانية

في الواقع ، كان يجب على محمود الورفلي الجلوس في قفص اﻹتهام أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ، المطلوب منذ عام 2017 ﻹرتكابه جرائم جرب مع مذكرة إعتقال دولية .وثقف العديد من مقاطع الفيديو التي نشرتها مليشياته الخاصة كيف قتل 43 سجينا على الاقل منذ عام 2016 ، أوصدر أمرا لمقاتليه بفعل ذلك .


لكن الورفلي ليس في لاهاي ، ولكن على بعد بضعة أميال جنوب طرابلس ، يشارك حاليا مع مليشياته في تقدم ما يسمى بالجيش الوطني الليبي في العاصمة ، تسيطر القوات بقيادة الجنرال خليفة حفتر على شرق البلاد منذ سنوات ، ويرفض حفتر بإصرار الاعتراف بسلطة رئيس الوزراء فائز السراج الذي وافقت عليه اﻷمم المتحدة ، قدوأعلن بدلا من ذلك عن قيام حكومة معارضة وبرلمان معارض في شرق ليبيا .


فشلت كل محاولات المجتمع الدولي والمبعوث اﻷممي الخاص غسان سلامة للتوصل إلى تسوية لهذا الصراع حتى اﻷن وكانت اﻷمم المتحدة قد أعلنت في الماضي عن عقد مؤتمر في مدينة غدامس الليبية ،لبدء عملية سياسية تؤدي في النهاية إلى انتخابات حرة ، لكن بدلا من ذلك يحاول حفتر إنشاء حقائق بالقوة العسكرية على اﻷرض .


يقدم حفتر نفسه كبطل ضد اﻹرهاب اﻹسلامي والتعصب الديني ،لكن هذا ليس سوى نصف القصة ،على الرغم من أن قواته جندت في البداية بشكل اساسي من فلول جيش القذافي ،ولكن منذ فترة طويلة يلعب المقاتلون السلفيون دورا مهما في الجيش الوطني الليبي .


السلفيون في صفوف حفتر هم اتباع ما يسمى المداخلة ، وهي تيار داخل السلفية ،التي اكتسبت شعبية سريعة في ليبيا في السنوات اﻷخيرة ، وعلى عكس الجماعات السلفية الجهادية مثل تنظيم القاعدة أوتنظيم الدولة اﻹسلامية (داعيش )، لايهتم المداخلة بإسقاط اﻷ نظمة في الشرق اﻷوسط ، بل يقدم المداخلة الطاعة ﻷي حاكم علماني - في هذه الحالة حفتر - طالما أنهم لايمنعهم من عبش ايمانهم اﻷصولي .


المداخلة هم متعصبون دينيون ، لكنهم سياييون هادئون - وهذا يجعلهم أداة مرحب بها للطغاة في الشرق اﻷوسط .


إن وجود مجرم الحرب المطلوب محمود الورفلي في صفوف مقاتلي الجيش الوطني الليبي يثير القلق اﻵن بشأن معركة مدمرة للعاصمة الكبيرة ، واطلاق النار بصورة عشوائية ،وارتكاب جرائم حرب جديدة.

 

(المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع بل عن رأي كتابها)