المفتي يطالب بدعم المقاتلين وتشكيل حكومة حرب مصغرة

المفتي يطالب بدعم المقاتلين وتشكيل حكومة حرب مصغرة

مايو 01, 2019 - 23:28
القسم:

أثنى مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني على المقاتلين في الجبهات ضد قوات حفتر وقال إنهم يسطرون أروع الملاحم ويردون الصائلين الظلمة، وقال إن من قتل منهم محتسبا مقبلا غير مدبر فقد شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة والشهادة.

وقال الشيخ الصادق الغرياني في البرنامج الأسبوعي الإسلام والحياة، الذي يبث على قناة التناصح، " أبطالنا يتنافسون على الشهادة ويتسابقون إليها"؛ مشيرا إلى صلاة الجنازة التي أقيمت اليوم في ميدان الشهداء بمصراتة على محمود بن عثمان بعيو، والذي سبقه بعض إخوته.

ودعا مفتي ليبيا المسؤولين وبخاصة في المجلس الرئاسي والحكومة وأصحاب الأموال والتجار؛ وعامة الناس إلى أن يقوم كلٌّ منهم بدوره ويقدم ما يستطيعه في دعم الجبهات بالمال والسلاح، معتبراً أن الأداء السياسي لا يتناسب مع ما يقدمه المقاتلين في الجبهات.

وشدد الشيخ الصادق الغرياني على ضرورة تشكيل حكومة حرب مصغرة تعمل على مدار الساعة، وقال "نحن في حرب تذهب بالأرواح لا في نزهة" ، مضيفا "أن المسؤول إذا سافر في حكومة الحرب يزور عددا من الدول يعود إلى بلده في نفس اليوم؛ لأن الجبهة تحتاج إلى التفقد كل ساعة.

وأشار المفتي إلى أن بعض الهيئات والوزارات في الحكومة لم يتضح موقفهم بعد ما إذا كانوا مع بلدهم وحكومتهم أم هم مع عدوهم، مطالبا بعدم الاستماع للدعوات التي تقول إن هذه الحرب هي فتنة، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد.

وحض الشيخ الصادق الغرياني كل من استطاع أن يدفع ماله لدعم المقاتلين فليفعل لما له من أجر عظيم، وكذلك من استطاع أن يحمل السلاح فليحمله لصد العدو؛ وكل من يسهم في دعم الجبهة بالمال أو بالكلمة أو بطبخ الطعام فهو في سبيل الله.

وأعرب مفتي ليبيا عن شكره للرئيس التركي رجب أردوغان على تصريحه بدعم الجيش الليبي بكل ما يحتاجه من سلاح؛ مطالبا المسؤولين أن يغتنموا هذه الفرصة للمسارعة إلى عقد تحالفات مع تركيا وقطر والدول الصديقة وأن يوفروا السلاح المضاد للطائرات الليلية التي تقصف طرابلس وتقتل ابنائها. 

ورحب الشيخ الصادق الغرياني بقرار وزارة الداخلية بشأن الأمر بالقبض على 17 متهما من بينهم المتهمين بقتلة الشيخ نادر العمراني، وتحويلهم إلى القضاء، مؤكدا أن هذا قرار هو في الاتجاه الصحيح لرفع الظلم لكن مازال الكثير من العمل المشابه لهذا القرار.

وجدد المفتي التأكيد على ضرورة نسيان الخلافات بين الليبيين وفتح صفحة جديدة ليس لغرض تكميم الأفواه ومنع النقد البناء الهادف؛ لتعزيز الثقة والبحث من خلال لجان تواصل عن ثوابت وقواسم مشتركة يتفقون عليها ويعملون من خلالها.

وشدد الشيخ الصادق الغرياني على ضرورة أن يتم التوافق على عدم السماح بالتدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية لا بالأموال ولا بالاستخبارات وفرض التراتيب الأمنية؛ ورفع الظلم بيننا بجميع أشكاله فلا نسكت عنه ونطالب جميعا بدفعه ورفعه.

وأكد المفتي ضرورة أن تكون العلاقات مع الدول الأجنبية شرقها وغربها  في حدود تبادل المنافع والمصالح؛ وليس بفرض الإملاءات والتدخل الاستخباراتي لصالح تلك الدول.

ورفض المفتي ما وصفه بـ" تصفية الحسابات السياسية" عبر تهم الإرهاب و "الدعشنة" أو غيرها، وقال إن لم نتعاون جميعا على رفع الظلم فلن تنهض ليبيا من كبوتها مؤكدا أن سبب الحروب التي تعاني منها البلاد من حين لآخر هو الظلم الذي نسكت عنه.

وحذر الشيخ الصادق الغرياني من بعض القنوات الفضائية التي قال إنها تقف موقف المنافقين ويثيرون ما يقوض وحدة المسلمين بالكذب والأراجيف وقلب الحقائق لأجل المال معتبرا أنهم مرتزقة كمرتزقة السلاح، وحكم تلك القنوات هو حكم القتلة لأنهم يدعون إلى القتل ظلما وعدوانا ويتسببون فيه.