تحرير غريان ضربة موجعة لميليشيات حفتر

تحرير غريان ضربة موجعة لميليشيات حفتر

يونيو 28, 2019 - 02:05
القسم:

بعد أكثر من شهرين ونصف من اقتحام ميليشيات مجرم الحرب خليفة حفتر لمدينة غريان أكبر مدن جبل نفوسة، هجوم مباغت للجيش الليبي على المدينة وانتفاضة للسكان داخلها ينهي تواجد هذه الميليشيات خلال ساعات.

"بداية العمليّة"

البداية كانت في ليل الأربعاء ومن محور أبوشيبة شمال غرب المدينة حيث هاجمت قوات الجيش ميليشيات حفتر التي تتمركز في المحور بالتزامن مع انتفاضة بالداخل أفضت إلى تقدم الجيش إلى داخل المدينة وسيطرته على منطقة القواسم أكبر مناطق غريان.

امتدت سيطرة قوات الجيش إلى بقية المناطق تباعا لتشتبك بعدها مع ميليشيات حفتر في وسط المدينة، حيث منطقة تغسات وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

"مرتزقة أفارقة"

في أثناء اشتباكات قوات الجيش مع ميليشيات حفتر، ضبط أفراد الجيش أعدادا كبيرة من أفراد هذه الميليشيات، ومن بينهم مرتزقة أفارقة من جنسية سودانية وتشادية.

وفي حديث لمن تم ضبطهم أثناء استجواب قوات الجيش لهم أقروا بأن ميليشيات حفتر استعانت بهم كمرتزقة بسبب النقص الذي تعانيه في أعداد المقاتلين بعد مقتل عدد كبير منهم في العدوان على طرابلس.

"إعلان التحرير"

عقب انتهاك الاشتباكات في تغسات أعلنت قوة حماية غريان التابعة للجيش الليبي تحرير المدينة من قبضة ميليشيات حفتر ومقتل وأسر العشرات منهم.

وفي بيان له، بارك رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج تحرير غريان ودعا أهالي المدينة إلى الوقوف مع قوات الجيش والشرطة للمحافظة على الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة.

واعتبر السراج تحرير مدينة غريان من المعتدين بداية البشائر لإحباط محاولة الانقلاب للاستيلاء على السلطة، لافتا إلى أن مرحلة الهجوم مستمرة إلى أن يتم تطهير كافة المناطق التي تخضع لسيطرة حفتر في ليبيا.

"نكران الهزيمة"

وبعد إعلان الناطق باسم الجيش الليبي محمد قنونو تحرير مدينة غريان رسميا، أنكر أحمد المسماري الناطق باسم ميليشيات حفتر هزيمتهم في غريان وتهرّب في مؤتمر صحفي من الإجابة على الأوضاع التي جرت بالمدينة ووصف انتفاضة الأهالي ضد الميليشيات بالخيانة.

تصريح آخر لمنذر الخرطوش القيادي بميليشيات حفتر قال فيه، إن قوة كبيرة من الجيش الليبي دخلت إلى غريان بالتزامن مع تحركات من أهالي المدينة ومن أماكن مختلفة مع تدخل سلاح الجو لاستهداف ميليشيات حفتر وهو ما أدى إلى انسحابهم من المدينة بحسب قوله.

"عسكريون فرنسيون"

قوات الجيش الليبي ومن داخل مدينة غريان رصدت ست سيارات عسكرية تحمل عسكريين فرنسيين غادروا المدينة بعد أن كانوا داخل غرفة العمليات مع ميليشيات حفتر، بحسب آمر اللواء الأول مشاة بالجيش العقيد مصطفى المشاي.

رصد العسكريين الفرنسيين لم يكن دليلا أوليا على الدعم الفرنسي لحفتر رغم إعلان فرنسا وقوفها مع حكومة الوفاق الوطني، حيث أوقفت السلطات التونسية في أبريل الماضي 13 عسكريا فرنسيا على الحدود مع ليبيا وقبلها حادثة مقتل ثلاثة ضباط فرنسيين عندما أسقط مجلس شورى ثوار بنغازي طائرتهم قرب قنفوذة عام 2016.

"ما بعد غريان"

عملية تحرير مدينة غريان كانت بمثابة الضربة الموجعة لميليشيات حفتر، بسبب الموقع الاستراتيجي للمدينة واستخدامها قرابة ثلاثة أشهر كغرفة عمليات رئيسية للعدوان على طرابلس.

هذا الأمر سيدفع حفتر إلى البحث عن خط جديد للإمداد بعد أن كانت الطريق من غريان مرورا بمزدة وقبلها الشويرف ووصولا إلى الجفرة هي طريق الإمداد التي تستخدمها ميليشياته منذ أبريل الماضي.

والبحث عن خط إمداد جديد عبر ترهونة يرى مراقبون أنه سيصعب المهمة على حفتر لدخول طرابلس وربما استحالتها وعودته إلى الرجمة من حيث أتى لكنها أيضا عودة غير مأمونة بسبب إصرار قوات الجيش على ملاحقته إلى هناك والقضاء على مشروعه الانقلابي.