سلامة: الحسم العسكري في ليبيا غير ممكن ولا ضرر في تعديل "الصخيرات"  

سلامة: الحسم العسكري في ليبيا غير ممكن ولا ضرر في تعديل "الصخيرات"  

أكتوبر 06, 2019 - 14:13
القسم:

قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إنه لا ضرر في تعديل اتفاق الصخيرات إذا أنتج انفراجاً في المشهد الليبي، على أن يبقى المرجع الأساسي لإطار العمل السياسي في ليبيا لحين استبداله، عبر انتهاء المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات.

وأضاف سلامة، في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن المشهد السياسي الليبي برمته انكب على محاولة تعديل بعض المواد والصلاحيات في اتفاق الصخيرات، وهذا ما كان المجلسان (النواب والدولة) يحاولان فعله، وقد دعمنا هذه الجهود بقوة، وحتى محادثات باريس وباليرمو وأبوظبي انصبت كلها في إطار تعديل الاتفاق، وليس الالتفاف عليه. 
 
وكشف المبعوث الأممي عن مؤتمر دولي يتم تحضيره بشكل أساسي برعاية ألمانيا، وبدعم من الأمم المتحدة، مؤكدا أن جميع الدول المعنية بالأزمة الليبية، والتي تسعى لإنهائها، ستكون مدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر.

أكد أن القناعة المتزايدة الآن لدى جميع الدول المعنية بالشأن الليبي هي أن الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء الحرب وإحياء العملية السياسية، التي سوف تخدم فرص نجاح المؤتمر الدولي الذي نسعى لعقده، مشيرا إلى عقد جولتين من المحادثات المثمرة في برلين، بالإضافة إلى اجتماع وزاري على هامش الجمعية العامة حول ليبيا، بهدف تقريب وجهات النظر الدولية. 

وأضاف في الوقت الحالي نسعى إلى إيقاف صوت المدفع، إذ إن المتضرر الوحيد من هذه الحرب هو المواطن الليبي، حيث تسببت العملية العسكرية في نزوح مئات الآلاف عن منازلهم ومناطقهم، ومقتل وجرح المئات من الليبيين المدنيين. بالإضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية، التي كانت أصلاً متردية.  
 
وأكد المبعوث الأممي أن ليبيا كانت قبل اندلاع الحرب قاب قوسين من اتفاق سياسي شامل عبر (الملتقى الوطني)، ولم تكسب ليبيا منها سوى القتل والدمار والتهجير، والمزيد من الانقسام والتشرذم، وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وتساءل سلامة، قائلا السؤال المهم، والذي يطرح نفسه بشكل معاكس، هل ساعدت العملية العسكرية القائمة الآن على تقويض أم زيادة نفوذ الميليشيات؟ وهل أثبت العمل العسكري فاعلية أكثر من التعاون الأمني والسياسي؟

وأضاف أنه بعد مرور 6 أشهر على اندلاع الحرب في طرابلس، وإلى الآن أصبح هناك نوع من الجمود العسكري، إذ إن جبهات القتال لم تتغير باستثناء عودة قوات حكومة الوفاق الوطني للسيطرة على مدينة غريان. 

وأكد أنه على الصعيد الدولي أصبحت هناك قناعة أكبر لدى غالبية الدول المعنية بشكل، أو بآخر، في الشأن الليبي بأن الحسم العسكري في البلاد غير ممكن، وأن الحل السياسي هو العلاج الوحيد لإيقاف الحرب، وإنهاء الأزمة المستمرة منذ ثماني سنوات. 

وحدر المبعوث الأممي إلى ليبيا في حديثه من خطورة أن تصبح سماء ليبيا ساحة حرب بالوكالة بين الدول الإقليمية المتنافسة، بمساعدة حلفائهم في الداخل.