خروج الصحفي محمد إمحيسن على قناة ليبيا الحدث وتعرّضه إلى جرائم ميليشيا الكانيات التابعة لميليشيات مجرم الحرب خليفة حفتر رآه مراقبون بداية انقلاب على الميليشيا التي تحالفت مع حفتر بالتزامن مع هجومه على طرابلس، مطلع أبريل الماضي.
عزّز من هذه الافتراضية تسجيل مسرّب للصحفي محمود المصراتي توعد فيه الكانيات بالتخلص منهم في حال دخول حفتر إلى طرابلس وهو ما أثار غضب شرائح داعمة لحفتر في ترهونة معقل مسلحي حفتر في المنطقة الغربية.

"ثأر وانتقام"
إفساح قناة الحدث - المملوكة لصدام ابن خليفة حفتر- المجال لضيفها بالتطرق إلى جرائم الكانيات على غير عادتها، أعاد إلى الأذهان الاتهامات التي وُجّهت إلى حفتر حول مقتل محسن الكاني وشقيقه، وآمر ما يُعرف باللواء التاسع عبدالوهاب المقري.

كل هذا الطرح يذكر بأسباب تحالف الكانيات مع حفتر بعد أن كان يصفهم إعلامه بالميليشيا القبلية والإرهابية، خاصة وأن محسن الكاني نفسه قال بأن تحالفه مع حفتر هو للانتقام من قتلاه الذين قضوا في هجومه الفاشل على طرابلس أواخر العام الماضي والذي انتهى بالمصالحة بين الطرفين، وهو أشبه بتحالف حفتر مع أنصار نظام القذافي والتيارات المتشدّدة مثل التيار المدخلي.

"مقاطعة وتهديد"
ما وصفها محلّلون بالحملة الإعلامية من قناة الحدث على الكانيات استعدادا للتخلص منهم لاحقا دفع مراسل القناة في ترهونة محمد الصادق إلى الاستقالة، كما دفع ما يُعرف بمجلس مشايخ وأعيان ترهونة إلى إدانة الحديث عن جرائم الكاني في القناة.
هذه التحركات صحبها إطلاق حملة من داعمي حفتر في مدينة ترهونة وصلت حدّ المطالبة بمقاطعة قناة الحدث لحين الاعتذار للكانيات الذين قالوا لولا انضمامهم لحفتر ما كان مسلحيه في المنطقة الشرقية يتواجدون على تخوم طرابلس حتى اللحظة.
وذهب الأمر إلى أبعد من ذلك عندما هدّدت ميلشيا الكانيات بفك ارتباطها مع مسلحي حفتر بالانسحاب من حملة حفتر على طرابلس إلى بوابة فم ملغة بترهونة، وقد انسحبت عدد من الآليات بالفعل.

"حريّة مزعومة"
مع تهديد الكانيات بالانسحاب خرجت ليبيا الحدث ببيان ذكرت فيه بأن تطرق ضيفها إلى الكانيات كان بسبب ضمانها لحرية الرأي والتعبير، متناسية أن مذيعها أحمد المدني، قد هدّد مواطنا من طرابلس على الهواء بضربه وإخراجه من منزله بسبب معارضته للمجرم حفتر، فيما دفعت الحرية المزعومة القناة إلى حذف الحلقة التي تحدث فيها إمحيسن لاحقا.

محاولة انقلاب حفتر على الكانيات إن صحت الافتراضية هو انقلاب على من يقودونه إلى إنشاء حكم مستبد في ليبيا ويفتح التساؤل عن ماذا سيفعل حفتر مع معارضيه في حال تمكنه من ذلك إذا كان قد انقلب على مؤيديه قبلها، ولعلّ خير شاهد على ذلك تخلصه من أعيان قبائل في المنطقة الشرقية ومسلحين دعموه منذ بداية تحركاته عام 2014.