الزيارة الأوروبية المرتقبة إلى ليبيا...أسباب معلنة وخفية

الزيارة الأوروبية المرتقبة إلى ليبيا...أسباب معلنة وخفية

ديسمبر 28, 2019 - 22:11

بقلم: محمد بويصير

كاتب ومحلل سياسي

تستقبل طرابلس، الثلاثاء السابع من يناير وفدا أوروبيا رفيع المستوى يضم ثلاثة وزراء خارجية ومسؤول سياسة خارجيه للاتحاد، وهى زيارة أعدت على عجل وبطبيعة طارئة.
الأغراض السياسية المعلنة لهذا الوفد، هى التأكيد على أنه لا حل عسكرى للأزمه والدعوة إلى التفاوض، أما غير المعلن فهو إبداء الانزعاج من دخول تركيا بقوة على الخط واحتمال تواجدها على الأرض فى ليبيا خلال أسابيع، وخروج ليبيا من المظلة الأوروبية إلى المظلة التركية الروسية بعد مرور مائة عام تقريبا على سيطرة إيطاليا على ليبيا.

الموقف التركي، هو ما صنع هذا التدافع الأوروبي إلى ليبيا وهو الذي جعلهم يأتون إلى طرابلس بدلا من أن تسعى إليهم، وهو مع الوقت سيجعلهم يستمعون باهتمام متزايد لكل ما يصدر عن الخارجية الليبية والأستاذ محمد سيالة الذى صار فى موقع يستطيع فيه أن يقول الكلمة الأخيرة فى كل حوار وأن يضع التصور الليبي الرافض لعسكرة الدولة على الطاولة فى برلين.
الموقف على الأرض، ونتيجة السلاح النوعى الجديد فى أيدى الرجال تحول إلى أعمال تصفية لخطوط الجنرال حفتر، وجحيم يدفع مقاتليه إلى الاستسلام، والموقف الإقليمى لا يختلف فالهزيمة هزيمة التحالف الداعم لحفتر، لا تخفى نفسها وهذا ايضا نتاج للتدخل التركي الفاعل.

لذلك أتصور، أنه لابد من إعطاء الدور التركي مداه بالكامل، فقد أثبت أنه المؤثر الحقيقى والفعال على الساحة، حتى قبل أن يبدأ، والقادر على فرض وقف إطلاق النار، وفى زمن قصير وإنهاء مشروع الجنرال، وبالتالى التمهيد لمسار سياسي بعيد عن ابتزاز السلاح.
وأعرف أن ذلك لا يخفى على الأستاذ محمد سيالة الذى نستطيع أن نقر له بأنه يقود العمل الدبلوماسي لهزيمة العدوان باقتدار.

(المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع بل عن رأي كتابها)