ثورة فبراير..
بقلم: محمد بويصير
كاتب ومحلل سياسي
لم تكن عملية عسكرية للاستيلاء على محطة الإذاعة وإعلان البيان الاول ، ولا ""ساعة صفر" يحددها جنرال يريد ان يدهس تطلعات الشعب بدباباته نحو السلطه ، بل هى نبتة شعبية شارك معظم الليبيين فى صنعها..
من خرجوا يومها ..
لم يكونوا أعضاء فى تنظيم سرى ، ولم تجمعهم مؤامرة حيكت بليل ، ولم تدفع لهم الأموال كى ينتفضوا ولم يحرضهم ضباط استخبارات اجانب على الثوره..
هم جاءوا..
من المدن الكبرى من شوارعهم وميادينهم ومدارسهم وأعمالهم ، جاؤوا من الحقول والقرى الصغيرة بعد ان فاض بهم الكيل وقرروا ان الوقت قد حان كى يخلعوا النظام..
بذرتها ..
كانت الرغبة فى التخلص من نظام فردى نرجسي فقد اسباب استمراره منذ زمن وتحول الى مشهد عبثى لا معقول يخصم على ليبيا ولا يضيف اليها، بينما الدماء الزكية هى المياه المقدسة التى روتها وجعلت منها حقيقه..
صناعة البديل..
هى الخطوة الثانية ، وفى بلد ليس فيه مؤسسات سياسية ، صودرت فيه الحقوق لمدة أربعين عاما ، جرم العمل السياسي ، لابد وان يكون ذلك صعبا وان يكون مخاضه عسيرا ، وهذا قانون من قوانين علم الاجتماع السياسي وليس ظاهرة تخص ليبيا فقط..
ثلاثة امور ..
تقربنا اليوم من هدفنا فى تحقيق تطلعات الشعب وبناء "ليبيا الحرة المستقرة المزدهرة" التى قامت من اجلها الثوره..
"رفض اى محاولة للتسلط علينا من جديد، وفهم اسباب الهجمة التى يقودها جنرال" ساعات الصفر" وماتحمله فى ثناياها من اطماع خارجيه، الحفاظ على كون ثًورة فبراير عمل شعبى مفتوح لمشاركة الجميع وان قيادته لن تكون الا للشعب ، واخيرا انها لن تنتصر الا بالحفاظ على الحريه "..
كل عام وأنتم بخير..
(المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع بل عن رأي كتابها)