عن استثمار تفوق اللحظة

عن استثمار تفوق اللحظة

أبريل 12, 2020 - 12:44

بقلم : عبدالله الحامدي | ضابط سابق

عبدالله الحامدي الضابط الأسبق بالجيش الليبي

لم تتمكن قوات الوفاق و لأسباب محيرة إستثمار معركة تحرير غريان و كانت اللحظة مناسبة جداً لتطوير الهجوم و التحرك نحو أهداف أخرى خاصة و ان القيادة العامة في حالة الصدمة و القيادة الميدانية في حالة هروب و لأسباب مجهولة اكتفى الجميع بنشوة النصر و كأن المعركة قد انتهت.

وتمكن الطرف المعتدي من التفوق الجوي و سيطر على سماء المعركة و كاد ان يحدث شللاً كاملاً لقوات الوفاق لولا إنه يخوض معركته ضد الجغرافيا و بدوافع المال و لغرض الوجاهة و السلطة و حفظ الله العاصمة و أبنائها و حافظوا على تمركزاتهم و دفعوا الثمن غالياً أرواحاً ودماءاً .

و الأن ...
قوات الوفاق تمارس سيادتها الكاملة على سماء المعركة و تدير معركتها بجدارة و إقتدار و لكن بأسلوب يبعث على الحيرة حيث يتم استهداف خطوط الامداد و نشر الرعب في صفوفهم دون الاقتراب من المساندة الجوية لخطوط التماس و دعم المشاة على الارض في إحراز تقدم يبعد عن المدينة شبح الموت المخيم على رؤوس الجميع من القذائف العشوائية المتساقطة على الاحياء المكتظة بهم.

باختصار ...
انتم في مواجهة دول تمتلك قدرات غير محدودة في المال و السلاح و أجهزة استخبارات على درجة عالية من الحنكة و الخبرة في عالمٍ لا يعترف بالضعيف و لا يقيم وزناً للقيم أو المشاعر و محاولة إحداث توازن جوي أو ربما الإنقلاب لصالح الطرف المعادي أمرٌ وارد في كل لحظة فهذه الحرب لا تخضع لمعايير الحروب خططاً و أسلوباً و دوافعاً و أهداف هذه الحرب إما أن تكونو عبيداً او أمواتاً بمنطق و أسلوب أنا أو لا أحد.

فالنسيج الاجتماعي في حاجة إلى غسيله بالدم حتى يمكن إعادة رتقه و حياكته و الإعلام الذي يصنع الوهم لابد و أن تجبره على تغطيس أقلامه و بالتحديد في دمه ليذوق مرارة الحقيقة و طعم الصدق و الواقعية، فإخراج عدد من المناطق من دائرة إعلامه و زيف أوهامه لا يحتاج الى كثير من الجهد فقط حكومة تعرف معنى الحرب أو قيادة تتجاوز الحكمة لكي تصنعها.

(المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع بل عن رأي كتابها)