نيويورك تايمز: "عميل السي آي أي" حفتر طلب الضوء الأخضر من البيت الأبيض قبل هجوم طرابلس

نيويورك تايمز: "عميل السي آي أي" حفتر طلب الضوء الأخضر من البيت الأبيض قبل هجوم طرابلس

أبريل 15, 2020 - 19:55
القسم:

يسلط التقرير الضوء على الموقف الأمريكي المرتبك بشأن الملف الليبي, وقال إنه فتح شهية روسيا تجاه هذا البلد الغني بالموارد، إضافة إلى موقعه الإستراتيجي, ورأت موسكو في حفتر "القائد العسكري الضعيف والمهزوم" وفق ما وصفه تقرير للاستخبارات الروسية, فرصة لخلق نفوذ لها في ليبيا.

من اليمين مستشار الأمن القومي السابق بالبيت الأبيض جون بولتون والرئيس الأمريكي دونالد ترمب

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير مطول نشر أمس الثلاثاء أن خليفة حفتر اتصل في ربيع عام 2019  بمستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض آنذاك جون بولتون للحصول على مباركة البيت الأبيض لهجوم مفاجئ ينوي القيام به للاستيلاء على طرابلس، قبل بدء محادثات السلام.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في إدارة الأبيض أن الرد جاءه ضوءا أصفر، لا أخضر ولا أحمر، إلا أن دبلوماسيين غربيين مطلعين قالوا إن بولتن أخبره "إذا كنت ستهاجم، فافعل ذلك بسرعة"، بحسب الصحيفة.
 
ولكن عميل "السي آي أى" خليفة حفتر، - كما وصفته الصحيفة-  فشل في الاستيلاء على طرابلس، بل إنه خسر الكثير من قواته وأشعل حربا أهلية، كلفت آلاف الأرواح ناهيك عن تشريد مئات الآف من الأشخاص، تقول الصحيفة.

وأضافت نيويورك تايمز أن السياسة المتخبطة لإدارة ترامب  بشأن ليبيا فتحت شهية روسيا تجاه هذا البلد الغني بالموارد، إضافة إلى موقعه الإستراتيجي.

فقبل أيام من مكالمة حفتر وبولتن، قدم عملاء سريون روس للحكومة الروسية تقريرا حول حفتر وصفوه  فيه "بالقائد العسكري الضعيف والمهزوم"، وحكموا على محاولته الاستيلاء على طرابلس بالفشل قبل أن تبدأ، وفقًا لوثائق روسية سرية تحصلت نيويورك تايمز عليها.

ورأت الصحيفة أن الروس كانوا أكثر تشكيكا في حفتر من الحكام العرب "الذين يقدمون المشورة للبيت الأبيض"، في إشارة لحكام مصر والإمارات.

ويقول تقرير العملاء الروس أن حفتر البالغ من العمر 76 عامًا ، يعاني من مشاكل صحية متكررة، ولم تسجل له انتصارات عسكرية ذات أهمية، بل إنه كسب المناطق عن طريق شراء ولاء القبائل له.

إلا أن عملاء الاستخبارات الروس قالوا, ناصحين موسكو, إن ضعفه وعدم كفائته قد تشكل فرصة، تجعل منه لعبة في أيديها، يمكن من خلاله أن تحقق روسيا مكاسب, وتخلق نفوذا لها في ليبيا، إذا هي دعمته بمرتزقة.

وفي هذا الصدد قامت جهات تابعة للكرملين بإدارة العشرات من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تروج فيه لحفتر ولشخصيات أخرى، بمن فيهم سيف الإسلام القذافي.

ووفقا لتقرير وجد مع العملاء الروس الذين تم القبض عليهم في طرابلس يونيو عام 2019, إن الجهة المشار إليها, التابعة للكرملين, تملك حصة في أحد الفضائيات الداعمة لمعمر القذافي، كما أنها تقدم الاستشارات  لقناة فضائية مؤيدة لحفتر، وفقا للصحيفة.

وأشارت نيويورك تايمز إلى قيام الجيش الروسي بإحاطة حفتر بقيادات من النظام السابق وتشجيع أتباع القذافي على العودة من المنفى، كما يظهر تقرير العملاء، وهو ما أكده موسى إبراهيم المتحدث السابق باسم نظام القذافي للصحيفة، وقال إن روسيا "عملت على جمع ضباط حفتر والقذافي تحت مظلة واحدة منذ الهجوم على طرابلس.

وترى نيويورك تايمز أن المرتزقة الروس هم "الفيتو الروسي" في وجه أي محاولة لوقف القتال وإنهاء الصراع في ليبيا.