بن زايد والسيسي ودورهما في حشد الدعم الأمريكي لهجوم طرابلس
يقول الكاتب الصحفي بجريدة نيويورك تايمز "كيرك باتريك" أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد والسيسي بدآ حملة لحشد الدعم لحرب حفتر على طرابلس منذ دخول ترامب البيت الأبيض.
قال الكاتب بصحيفة نيو يورك تايمز, دايفيد كيرك باتريك، إن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بدآ للترويج لحفتر في البيت الأبيض, فور تولي ترامب الإدارة.
ويشير المقال المطول الذي ترجمت ليبيا أوبزرفر أجزاء منه، أن المسؤوليين العربيين وجدا ضالتهما في جون بولتن، مستشار الأمن القومي السابق، والذي كان يدير مركز أبحاث يميني متطرف، عرف بشن هجمات شرسة على الإسلام السياسي.
ونقل الكاتب عن اثنين من كبار المسؤولين السابقين في الإدارة، أن "الزعميين العربيين" أوعزا لترامب أن حفتر هو الوحيد الذي يمكنه منع الإسلاميين من الوصول إلى السلطة في طرابلس, وأن هذا سيخلق تأثير الدنمو في المنطقة.
ويروي الكاتب، أن بدايات الأمر كانت مع انتخاب دونالد ترمب ودخوله للبيت الأبيض، حيث قام الراعي الرئيسي لمشروع حفتر، محمد بن زايد، بتقديم الأول إلى أعضاء فريق السياسة الخارجية لترامب في اجتماع سري، في نيويورك عام 2016.
السيسي بدوره، كما يشير الكاتب، تولى تسويق حفتر في البيت الأبيض منذ زيارته الأولى لواشنطن، بل إن أندرو ميللر، العضو السابق في مجلس الأمن القومي أكد أن حفتر كان نقطة الحوار الأساسية في كل اجتماعات تعقد مع المصريين والإماراتيين، وفقا للكاتب.
ويمضي فيقول، أنه في الوقت الذي كانا فيه بن زايد والسيسي يحشدان الدعم لحفتر من واشنطن، حرصا على العمل بشكل وثيق مع العدو التقليدي لأمريكا، ألا وهي روسيا، وأنشئت مصر على أراضيها قاعدة روسية سرية، لتزويد قوات حفتر بالإمدادات، ولكن هذا النفوذ المتزايد لموسكو أثار قلق المسؤولين الغربيين.
ويتابع الكاتب أنه بعد اندلاع حرب طرابلس، كانا المسؤولان العربيان يضغطان على ترمب لإظهار دعمه لهجوم حفتر، وكشفت أن السيسي الذي سماه ترامب مازحا "دكتاتوري المفضل" كما ذكرت الصحيفة، طلب من ترامب شخصياً ذلك، العام الماضي، في التاسع من أبريل، كما اتصل به بن زايد في الثامن عشر من ذات الشهر، لطلب ذلك مجددا.
ولم يطل الأمر، ففي اليوم التالي قال البيت الأبيض في بيان له، إن الرئيس اتصل بحفتر للإشادة "بدوره الهام في مكافحة الإرهاب"، وبعد يوم واحد من المكالمة ، بدأت قوات حفتر بقصف الأحياء المدنية في طرابلس، يقول الكاتب.
ويؤكد الكاتب أن موقف واشنطن غير المتسق أربك حتى القوي الغربية، بما فيهم حلفاء واشنطن البريطانيين، ونقلت عن بيتر ميليت، السفير البريطاني في ليبيا حتى عام 2018 قوله "إن الأمريكيين يتنقلون من طرف إلى آخر بطريقة غير منطقية"، مشيرًا، أن حكومة طرابلس كانت الشريك الليبي الرئيسي للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، حيث أضاف السفير البريطاني "لقد كان ذلك مربكا ومفاجأ للمجتمع الدولي".