استنكرت هيئة علماء ليبيا ما قالت إنه إسفاف وتطاول من قبل القائمين على هيئة الأوقاف بحكومة الوفاق على علماء البلاد وعلى رأسهم مفتى عام ليبيا الشيخ الصادق عبدالرحمن الغرياني.

ففي ظل ارتفاع الأصوات المعارضة لسيطرة فئة "المداخلة" على مؤسسة الأوقاف, أصدر رئيس الأخيرة محمد العباني مذكرة, اتهم فيها مفتي عام ليبيا بالتحريض ضد الهيئة, في حين أكدت عدة هيئات دينية في البلاد أن إقالة العباني هو مطلب لعلماء ومشائخ ليبيا من مختلف التوجهات, وعلى رأسهم أبناء مذهبي المالكية والإباضية.

واتهمت هيئة علماء ليبيا في بيان صدر أمس الثلاثاء فئة "المداخلة" بسعيها لإثارة الفوضى في البلاد ولربط الليبيين -لا سيما الشباب- بجهات دينية من خارج البلاد معروفة بعدائها لكل من ليس على منهجها, وفق البيان.

وأوضحت الهيئة أنها تريثت في إصدار البيان لعل أحد المسؤولين بالأوقاف يعتذر أو يتبرأ من المذكرة "المسيئة ليس لكاتبها فحسب بل وللمسؤولين في البلاد", لما فيها من تشويه للمؤسسات الدينية الليبية أمام العالم, لكن ذلك لم يحدث.

وحذر البيان من خطر منهج هذه الفئة "الذي يعمل على إسقاط علماء البلاد في نظر الشباب" ويؤجج العداوات الفقهية والمذهبية في ليبيا على مستوى الأفراد والمؤسسات, في سابقة لم تشهدها البلاد من قبل.

كما دعت الهيئة إلى التمسك بقطعيات الشرع ومحكماته من جمع الكلمة ووحدة الصف, مؤكدة أن هذه القطعيات لا يمكن أن تخرمها مسائل الاجتهاد, فضلا عن "شذوذات هذه الجماعة", بحسب البيان.

يذكر أن عددا من المدن شهدث خلال الفترة الماضية حراكا لافتا ضد فئة المداخلة ودعوات لتسليم الأوقاف لشخصيات وسطية تتبع المذهب السائد في البلاد, وليس لأصحاب "فكر متطرف يتلقى الفتاوى والتعليمات من المخابرات السعودية ويحاول تغيير المنهج الديني للبلاد", وفق رأيهم.