المشري: حفتر اقصى نفسه بعدوانه على طرابلس

المشري: حفتر اقصى نفسه بعدوانه على طرابلس

يوليو 06, 2020 - 13:52
القسم:

اعتبر رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري أن الصراع المسلح في ليبيا بدأ عندما أعلن خليفة حفتر الانقلاب على الإعلان الدستوري، والمؤتمر الوطني، والحكومة.

وأضاف المشري في لقاء مع برنامج " بلا قيود " على قناة " بي بي سي " عربية إن حفتر رفض الاعتراف بالاتفاق السياسي الذي نص في المادة الثامنة على أن تُخلى جميع المناصب العسكرية وتعتبر شاغرة، لافتا إلى ان مجلس النواب علق قبوله بالاتفاق السياسي بإلغاء هذه المادة.

واتهم المشري حفتر بالبدء بالاستعانة بالقوات الإقليمية ، مشيرا إلى أنه استعان بالإمارات ومصر وفرنسا بالدرجة الأولى في البداية ثم وسع هذه الاستعانة بميليشيات من تشاد، ثم من السودان و اخيرا فاغنر.

وأضاف أن حكومة الوفاق عقدت اتفاقية مع تركيا في شهر سبتمبر 2019 ، أي توجد 5 سنوات لم تكن لدى حكومة الوفاق أي نوع من الاستعانة بقوة داخلية وخارجية.

وتابع  " نحن لم نركز فقط على الجهد العسكري، وقمت بتقديم مبادرة قابلة للتطبيق، تنتهي بانتخابات حرة مباشرة، وهذه المبادرة تم رفضها من الطرف الآخر رغم أنها لم تُقصي أحدًا، وكذلك فائز السراج قدّم مبادرة ولم يُلتفت إليها، ومن جرنا من الصراع السياسي إلى الصراع العسكري، هو حفتر، وهو من أدخل القوة الإقليمية ".

واستطرد قائلا " البعثة الأممية برئاسة غسان سلامة، بذلت جهدا لمدة سنة متواصلة مع كل الليبيين، وخلصت إلى ضرورة عقد ملتقى جامع بمدينة غدامس، وكان سيُعقد يوم 14 أبريل 2019م ،  لكن حفتر هاجم العاصمة 4 ابريل أثناء وجود الأمين العام للأمم المتحدة في طرابلس ، مضيفا أن  حفتر هو من أقصى نفسه ولم نقصِهِ عندما رفض الملتقى الجامع وهاجم العاصمة لمدة سنة وشهرين.

واعتبر المشري أن من غير الواقعي القول أن خليفة حفتر هو الممثل الوحيد للتيار الموجود بالمنطقة الشرقية ، حيث يمكن إيجاد تسوية سياسية بإخراج خليفة حفتر، وتابع قائلا

" في كل الاحوال نحن لم نتوقف عن تحرير كامل الوطن من الهيمنة العسكرية وإخراج القوات الأجنبية منه بمساعدة الأتراك طبقا لاتفاقية رسمية وما يحدث في سرت هو محاولة للدخول بأقل خسائر ممكنة وليس إنهاء الحرب ، لان الاتفاق السياسي نص بوضوح على أن حكومة الوفاق تبسط سيطرتها على كامل التراب الليبي ومطاراته وموانيه ومؤسساته".

وأوضح "نختلف مع عقيلة صالح بصورة جذرية، لكن يبقى هو شخص منتخب، ويمثل فئة معينة من الليبيين، وهو شخص مدني، لكنه أيد وبقوة العدوان على طرابلس، وسفك الدماء، ونعتقد أنه كان يقع تحت ضغوطات من حفتر ومن الامارات ومصر، وربما يكون هناك تواصل مع عقيلة صالح أو غيره، والبرلمان يضم 200 عضوًا، منهم نحو 60 من المنطقة الشرقية، ويمكن بسهولة التعامل معهم".

وتابع وقعنا اتفاقية بضوء النهار وأمام جميع الخلق، وهي اتفاقية شرعية قانونية ، موضحا أن حفتر وأعوانه يتعاملون من تحت الطاولة، ويرفضون الاعتراف بالوجود الحقيقي للقوات التي يعرف كل العالم أنها موجودة.

وأوضح  " نحن نرفض وبقوة وجود الميليشيات، وتدخلها في عمل الدولة، لكن يجب أن نُعرّف الميليشيات، حيث نعتبر أن القوة التي يقودها حفتر هي أكبر ميليشيا في ليبيا، وأبناء حفتر هم قادة هذه القوات، وحصلوا على رتب عسكرية بدون أن يدخلوا الكليات العسكرية".

وتابع ان القوات المتواجدة في طرابلس، إما أن تكون قوات داعمة من الشرطة أو الاحتياطي، أو تكون قوات الجيش الأصلية، لكن وصفها بالميليشيات غير صحيح، وغير دقيق، ومن حيث المبدأ لا مانع من الجلوس وتعريف الميليشيات، وسنكون أول من يمنع الميليشيات، لكن لا يمكن اعتبار القوات المتواجدة في طرابلس من الميليشيات، والتعريف الحقيقي للميليشيات ينطبق على حفتر أيضًا ".

وأضاف المشري  "توجد فوضى سلاح في ليبيا، وتوجد أكثر من 24 مليون قطعة سلاح، وهذا أمر غير مقبول وطرابلس مستقرة توجد بها قوات للشرطة، وهناك مجاهرة بالأمن بوجود قوات للجيش وقوات مساندة من الثوار ، و70% من الجيش متواجد في المنطقة الغربية".

وفيما يخص مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، قال " نحن لم نُستشر في مبادرة القاهرة، كما أنها لم تُشر إلى الاتفاق السياسي أو الأجسام المنبثقة عنه، ونحن جسم تم انتخابه بأكثر من 71% من الناخبين، ولا يمكن تجاوز مجلس الدولة، أو حكومة الوفاق، ومبادرة القاهرة مطبوخة من جانب واحد، ولذلك هي مرفوضة ".

وشدد المشري على أن المشهد الليبي معقد جدًا، بسبب التدخلات الخارجية، و لابد من فرض سيطرة حكومة الوفاق على كامل التراب الليبي، ثم الذهاب للاستفتاء على الدستور، ثم انتخابات، هذا ما يجب أن تساعدنا فيه دول العالم.

وتابع  " حتى الأمس، توجد أكثر من 74 رحلة طيران خلال شهر واحد، لتقديم الدعم العسكري لسرت من قبل الجانب الآخر ، مضيفا أن طيران أجنحة الشام ينفذ في 4 رحلات يومية إلى بنغازي وسرت،  والآن يوجد في سرت 1800 من قوات الشبيحة، وهذه الأرقام مسجلة لدينا".

وتطرق المشري إلى المساعي الدبلوماسية، قائلاً " كل الأطراف السياسية تشعر أن هناك نوع من الانسداد، وكلها تبحث عن حل، ونحن نتباحث كل المبادرات والحلول المطروحة، ، ونحن نؤكد أن الاتفاق الليبي التركي لمدة سنة واحدة، قابل للتجديد ".

وأكمل  " فائز السراج غير محسوب على التيار الإسلامي، وليس له علاقة به، والاستعانة بالقوات التركية لا علاقة له بالاصطفاف الفكري، ونحن ضد الإرهاب أيًا كان مصدره.

وحول الموقف الفرنسي من الأزمة الليبية، قال المشري  " نحن منزعجون من سياسات فرنسا وتدخل لودريان في المشهد الليبي، ونحمله أكثر من 70% مما حدث من مآسي في ليبيا، طيلة الفترة الماضية، وهو من أخرج البوصلة الفرنسية في اتجاه حفتر بالكامل.

كما عبر عن استياه من الموقف الأمريكي  قائلاً  "نشعر أن واشنطن لا تعطي المسألة الليبية الأهمية اللازمة لها، وهي لم تدرك خطورة الوضع في ليبيا إلا بعد أن وجدت الروس قد أرسوا قواعدهم وأرسلوا جنودهم إلى الشواطئ الليبية".