أبوسهيمن يطلق تيار "يا بلادي" ويخاطب كل الليبيين

أبوسهيمن يطلق تيار "يا بلادي" ويخاطب كل الليبيين

يوليو 07, 2020 - 10:53
القسم:

أطلق رئيس المؤتمر الوطني السابق نوري أبوسهمين تيارا سياسيا جديدا باسم "يا بلادي" لوضع رؤية للوصول إلى دولة مدنية.

وطالب أبوسهمين في كلمة مصورة، مساء الاثنين من وصفهم بالشخصيات الوطية بالانضمام إليه، لافتا إلى أن المشهد الآن تغيب عنه رؤية سياسية وطنية حقيقية.

وقال إن "مشاهد النازحين في طوق طرابلس، بعد دحر عدوان مجرم الحرب خليفة حفتر على المدينة، مؤلمة ومؤثرة، لافتا إلى أن الحرب خاسرة منذ أول يوم، ويدفع ضريبتها المواطن البسيط.

وأضاف أبوسهمين "في المشهد المقابل، نرى أباطرة الفساد، الذين أصبحوا أغنياء وداروا الملايين من تجار الأزمات والحروب، بطرق غير مشروعة أو مشروعة شكلاً وباطنها الفساد والاستغلال، من مسؤولين أو تجار أو قادة أحزاب أو جماعات، أو حتى من يحسبون أنفسهم على الثوار، والثورة منهم براء، فلا يوجد أسوأ ممن يستغل الشعارات الوطنية، التي تُبذل فيها الدماء للمتاجرة والتكسب".

وتابع أن "الفساد عدونا القديم الجديد، وهو الوحيد الذي صمد على مر الأزمنة، وأموالنا تُنهب كل يوم، وكذلك حصة أبنائنا وبناتنا وكبارنا، وقد ضاق الحال بالمواطن البسيط، وتضاعفت الأزمات، ولعل كارثة الكهرباء مثال واضح لاستمرار طويل للأزمة، تحت أقدام المتصارعين على العمولات والرشاوي".

وجدّد رئيس المؤتمر الوطني العام السابق دعوته إلى "محاسبة كل من تقلد منصبًا في الحكومة حيث توجد الميزانية، أو حتى في المجال التشريعي الذي يختص دوره بالرقابة، وأنا أولهم، وإن تأخر ذلك، فالمواطن يعرف من أفسد وسرق وهرّب وهرب، ومن بقي بين أهله يشاطرهم الهموم والمعاناة، فالفساد يظهر وتفوح رائحته النتنة مهما تجمل صاحبها، وحسابه عسير أمام الله، ومال الليبيين اليوم وهم بدون دولة قادرة كمال اليتامى تمامًا، فكل من امتدت يده، فخصيمه كل أبناء هذا الشعب المسكين، يوم لا ينفع مال ولا بنون".

وأشار إلى أن "فرحة دحر المجرم حفتر من المنطقة الغربية كان ثمنها باهظًا من دماء شباب ورجال حموا العرض والمال، ودافعوا عن حمى طرابلس العصية، وفي داخلي شيء يقول إن الفرحة غير مكتملة بعد، وفرحة ناقصة، لأننا جربنا منذ عام 2011، كم من حرب وكم من تغيير على الأرض، لكن عندما لا يكون المشروع السياسي الوطني قادرًا وجاهزًا نرجع لنفس المربع الأول وتأتي الحرب التي تليها بعنف أقوى وضحايا أكثر وثمن أغلى للأسف الشديد".

واستطرد قائلا "الدولة التي تحمي وليس الدولة التي تقمع، الدولة التي تبني وليس الدولة التي تهدم، الدولة التي تدعم وليس التي تستغل، الدولة التي تعدل وليس التي توظف مواردها، لصالح فرد أو عائلة أو حزب أو جماعة، هذه الدولة ستبقى مفقودة وشعارات بدون معنى، مالم يكن هناك قوى وطنية حقيقية قادرة على تنظيم نفسها في تيار وطني من أجل الدولة الليبية الجديدة، فلو نظرنا للحالة الاقتصادية انعكاساتها المباشرة على المواطن، ستكون الأرقام مخيفة ومفجعة".

وواصل أبوسهمين في كلمته أن مستوى دخل المواطن قد انحدر إلى أقل من الربع، أو أقل من الخمس أحيانًا، ومن كان يتقاضى قبل 2014، 400 دينار، اليوم يأخذ أقل من مائة دينار أو 80 دينار، بسبب انخفاض سعر الدينار مقابل الدولار إلى الربع والخمس، متسائلا ماذا سيفعل هذا المبلغ لرب أسرة يعاني مما يعانيه من احتياجات متزايدة في كل يوم.

وحول سياسات تيار يا بلادي قال أبوسهمين إن "التيار يؤمن بحق كل الليبيين مهما كانت خلفياتهم السياسية والاجتماعية والثقافية بالعيش بحرية كاملة على أرض ليبيا، في دولة تكفل تكافؤ الفرص بين كل المواطنين دون تمييز، ويؤمن بأن الحل في ليبيا لا تملكه أيديولوجيا أو حزب أو طائفة أو قبيلة بل إنه حل يصنعه الشعب الليبي كافة لنخرج من تلك الحسابات الضيقة إلى أفق الوطن الواسع، ويؤمن بأن الدولة مسؤولة عن مواطنيها شيبًا وشبابًا، تكفل للمتقاعدين حياة كريمة ترفع من مستوى دخلهم، وتمنح الشباب الفرصة الكاملة المدعومة بالخبرة ليحقق طموحه، ويؤمن بأنه لا دولة بدون سيادة، ولا دولة بدون تحالفات دولية، ولا علاقات إقليمية، لكن الغائب هنا هو التيار الوطني، الذي يبني كل تلك العلاقات لا لمنفعة شخصية أو حزبية أو أيديولوجية، ولكن لمصلحة شعبنا كافة وبلدنا كلها".

وخاطب رئيس المؤتمر أنصار نظام القذافي قائلا "أعي جيدًا أن عددًا منكم قد عانى لوعة الهجرة ومعاناة الغربة، وحديثي هنا ليس للقيادات التي تستغل معانتكم، بل لكم أنتم أيها الكادحون، تعالوا مدوا أيديكم نلتقي على قيم جامعة ووطن واحد، فلا إقصاء بعد اليوم، وليبيا للجميع طالما التزمنا بالقانون وانطلقنا للأمام فلا عودة إلى الوراء".

كما خاطب أهالي المنطقة الشرقية قائلا "تخرجت من إحدى جامعاتها وتعرفت على عز الرجال فيها، أعرف كم هُمشتم وكم تأذيتم كما تأذى غيركم، من مساوئ النظام المركزي المقيت، الذي كان لابد منه في دولة الاستبداد وحكم الفرد، واليوم أدعوكم من كل قلبي، مدوا أيديكم لأبناء شعبكم طالبوا بحقوقكم، لا تتركوها رهينة للمتاجرين والمقامرين، ممن يعيشون بينكم، لكنهم يقتاتون على معاناتكم واحتياجاتكم، وليبيا لا يمكن أن تكون إلا بتوزيع عادل للثروة، وسلطة محلية قادرة على تحقيق الهوية المحلية التي تشكل ركنًا من الهوية الوطنية العامة للبلد، فلا أحاية ولا مركزية، بل هي العدالة والتعددية بشتى أشكالها، تيارنا يمد يده لكم شركاء على قيم وثوابت تجمعنا في وطن واحد".

وخلال حديث أبوسهمين عن المنطقة الجنوبية تابع "إلى قاعدة الوطن وحضنه، جنوبنا المظلوم في كل العصور والعهود، سخاء وكرم وسماحة طبع، قوبلت بالإهمال والنسيان، ومن نسي جزءًا من وطنه كأنه نسيه كاملاً، مشهد مؤلم وقصة حزينة ترويها معاناة الأهالي، جراء نقص أمصال لدغ العقارب في مرزق ووادي عتبة وأوباري وغات، معاناة الأهالي جراء نقص الخدمات الصحية في كل الجنوب، فلك أن تتخيل معاناة مرضى الأورام وهم يبحثون عن جرعات الكيماوي، فيضطرون لقطع مئات الكيلومترات في ظل شح السيولة وتأخر الرواتب، فلا ليبيا بدون مكونات الجنوب كاملة".

واختتم رئيس المؤتمر الوطني السابق كلمته قائلا "لن ينهض بليبيا إلا الليبيون، ولن يعرف معاناتها إلا أهلها، فإما أن يبادروا ويجمعوا كلمتهم على إقامة دولة الحق والعدل، ويأخذوا على يد كل مفسد وظالم ويضعوا نصب أعينهم مستقبل أبنائهم وأحفادهم وأجيالهم القادمة، أو أنهم سيدورون في مكانتهم وتطول أزمتهم ومعاناتهم وتمتد لمن بعدهم، لأجل ذلك كانت هذه الخطوة وهذا التيار، وطن بالحق نؤيده وبعون الله نشيده ونحسن ونزينه بمآثرنا ومساعينا".