اهبطوا مصرا

اهبطوا مصرا

يوليو 16, 2020 - 23:37

فرج كريكش 

كاتب وناشط مدني

في نظري أن عبير موسي لا تقل أدباً عن أمير داعش في ترهونة الشيخ صالح الفاندي ، ولا عن كبير الطبالين في التلفزيون المصري المذيع أحمد موسى ولكن التجربة التونسية الرائدة استطاعت أن تستوعب كل هذه الأصوات النشاز تحت قبة البرلمان ،
فتحاول عبير وصبيانها أن تسحب الثقة من رئيس البرلمان ، فيرد حزب النهضة بسحب الثقة من رئيس الحكومة دون أن تُطلق رصاصة واحدة أو أن تثكل أو ترمّل تونسية واحدة !!

غير أن ( مضاحك وأخنان )ليبيا على وزن مشايخ وأعيان ليبيا استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير فليس سوى أن يهبطوا مصرا !!
ولقد أعادت هذه الجلابيب إلى ذاكرتي مشهد مبايعات منافق في خيمة القذافي قبيل ثورة فبراير بأيام فاستبشرت !

يحاول هؤلاء الهتافة تحميس السيسي وإقناعه بأنه بطل (الحتة ) وأنه لها ، وأنه سيكون قائد تجريدة حبيب المضادة التي تعيد لأولاد علي هيبتهم ، والسيسي وسط هذه التملق والتصفيق والتفقيس يبحث عن المستشار الأحمق الذي أشار عليه بالتعامل مع هؤلاء الرعاع الذي لا يصلحون حتى لانتحال شخصية شيوخ !!

هؤلاء لا يحكمون في قبائلهم بل لايحكمون حتى في ملابسهم الداخلية خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار مشاكل السلس والبول اللاإرادي !!

لقد كانت العمالة في زمن الطليان بدون تغطية إعلامية واضحة ولذلك فإن اصطناع البطولات التاريخية المكذوبة كان متاحا وقد حصل خلط كبير في توصيف القبائل الشريفة ، فلا يخجل أحدهم في غفلة من التاريخ أن يذكر جده القوّاد، فما العمل وقد أصبحت العمالة اليوم صوتا وصورةً ملونة وفضيحةً ( بجلاجل )

(اهبطوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ )

حيث تصبح القبلات والتقلب على السرير في المسلسلات بطولة بينما العفاف والاستعصام عن الزنا تهمة

وتضحى كلمة حق في وجه سلطان جائر جبنا بينما كلمة باطل وتملق في خيمة سلطان جائر شجاعة وجهادا.

 

المقال لا يعبر عن سياسة الصحيفة بل عن رأي صاحبه