السني أمام مجلس الأمن : عمل لجان العقوبات غير مجدي
وصف مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة الطاهر السني منظومة عمل لجان العقوبات بأنها "غير مجدية" ويتم توظيفها لمآرب سياسية لمصلحة بعض الدول والتي ساهمت هي نفسها في إصدار عديد القرارات لفرض العقوبات بأنواعها ، وقد اتضح لاحقاً أنها كانت تسعى لتقويض عمل الحكومات المتعاقبة.
جاء ذلك في كلمة له ، أمس الثلاثاء، أمام جلسة لجنة العقوبات بمجلس الأمن في نيويورك، التي عقدت بناء على طلب ليبيا، بحضور الدول المتورطة في دعم عدوان مجرم الحرب حفتر على طرابلس.
وقال السني في كلمته " كيف لازلنا نسمع إلى الآن تصريحات تساوي بين الحكومة الليبية والخارجين عن القانون والشرعية، المسؤولين عن العدوان " ، مضيفا " كيف يتم مساءلة دولة ذات سيادة عن الاتفاقيات التي وقعتها مع آخرين للدفاع عن شعبها وأرضها ضد المعتدين ومن يدعمهم وهو حقها المشروع حسب ما جاء في ميثاق الأمم المتحدة " .
وأوضح أن قرارات مجلس الأمن تدعو الى مساعدة حكومة الوفاق الوطني في بسط سيادتها على كامل الأراضي الليبية وعدم التعامل مع اية أجسام موازية تدعي الشرعية ، متسائلا " كم دولة معنا اليوم تتعامل علناً مع المؤسسات الموازية ودعمت بالسلاح والمال المعتدين والمرتزقة لقتل الليبيين" ؟.
وانتقد السني ما قامت به الحكومة المصرية بدعوتها لمجموعة من الليبيين على أرضها والتحريض العلني وتفويضات مزيفة للتدخل في ليبيا ، والتهديد بتسليح قبائلنا وتجنيدهم والمساهمة في قتل الليبيين ، وتساءل " أليس هذا بمثابة إعلان حرب وتهديد للأمن والسلم الدولي وخرق مباشر لقرارات مجلس الأمن ؟ ألم يكن من الأجدر الدعوة للحوار والسلم والمصالحة دون إقصاء أي طرف ليبي.
وأضاف أن كل التقارير والمعلومات وما سمعناه اليوم ، ما يثبت تورط شركة فاغنر الروسية وعديد المرتزقة بشكل غير مسبوق ، كان آخرها ما تم توثيقه من تواجد مقاتليهم وأسلحة ومعدات حديثة واحتلالها لسرت والجفرة وعدة مرافق وحقول نفطية.
واستطرد " وما ورد في تقاريركم من تدفق مستمر للاسلحة من الإمارات ، وللأسف من الأردن التي نستغرب ظهور اسمها في تقاريركم والتي دائماً كانت تعلن أنها على الحياد من الأزمة الليبية … فهل ما سبق من معلومات مغلوطة ؟ وماذا استطاعت قرارات حظر السلاح أن تفعل ، ولنأخذ عملية ”إيرني“ للاتحاد الأوروبي على سبيل المثال ، ماذا فعلت لإيقاف تدفق السلاح المستمر الى الآن للمنطقة الشرقية من الجو والبر؟.
وتابع السني " شاهدتم جميعاً حجم الانتهاكات وجرائم الحرب التي اقترفها حفتر ومليشياته ومن يدعمهم حسب تقاريركم ، وكان آخرها وأفظعها المقابر الجماعية في ترهونة والتي تم توثيقها من قبل فريق المحكمة الجنائية الدولية والبعثة الأممية وفريق الخبراء ، وكذلك ما تم من زرع الألغام ، وقبلها قصف الكلية العسكرية في طرابلس ومركز ايواء المهاجرين بتاجوراء، كل هذه الأعمال تورطت بها دول ذُكرت في تقاريركم وحاضرة معنا اليوم."
ودعا السني إلى عقد جلسات أخرى علنية وبكل شفافية "لكي يرى العالم حقيقة ما يجري من انتهاكات من قبل دول خارج مجلس الأمن منذ سنوات، والاستماع إلى تبريراتها، لأن تلك الدول تظهر ما لا تبطن، وتراها تدعو للسلم والحلول السياسية في تصريحاتها ، ولكنها في الحقيقة تسعى للقتل والدمار والفتنة، لذا من حق شعوبها أن تعلم ماذا تفعل حكوماتها خارج الحدود".