قد أتعبت من بعدك يا عمر

قد أتعبت من بعدك يا عمر

فبراير 03, 2020 - 21:37

بقلم: علي السباعي

عضو مجلس النواب

صورة أرشيفية للدكتور علي السباعي

في صلح الحديبية, راجع عمر بن الخطاب, النبي صلى الله عليه وسلم في شروط الصلح, والتي ظاهرها الإجحاف والظلم, حتى قال عمر رضي الله عنه: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟

ولما نزلت سورة الفتح, وظهر لعمر رضي الله عنه أنه كان مخطئا في مراجعته للنبي صلى الله عليه وسلم, شعر بالندم فقال: ما زلت أصوم وأتصدق وأصلي وأعتق, مِنَ الذي صنعتُ, مخافة كلامي, الذي تكلمتُ به يومئذ.

انظر ماذا فعل عمر رضي الله عنه, لمجرد أنه قام بمراجعة ونقاش النبي صلى الله عليه وسلم في أمر رآه ظلما وقهرا, يقول السباعي.

"أسألكم بالله, يا من كنتم سببا في أنهار الدماء التي سالت على أسوار طرابلس, وآلاف المُهَجّرِين الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق, وآلاف البيوت التي دمرت, والأرزاق التي نُهبت, ومئات الأرامل والأيتام, وهلم جرا, هل وخزت هذه الكوارث ضمائركم فشعرتم مجرد الشعور بالندم؟ يتسائل السباعي.

ويتابع, "الذين أفسحوا الطريق لمجرم الحرب أن يصل إلى عين زارة وصلاح الدين ومشروع الهضبة, عبر نقل البرلمان الى طبرق, وتعيين حفتر قائدا للجيش,عبر إلغاء مهام القوة الثالثة في الجنوب, عبر تهميش قوات البنيان المرصوص, عبر التفريط في الجفرة, عبر دفع الأموال لجنود حفتر, عبر دعم حفتر في المحافل الدولية, عبر تضييع صبراتة وجعلها في أيدي الانقلابيين, عبر تعيين المفسدين في المناصب الحساسة, عبر إخراج قوىً ثوريةً صادقةً من طرابلس, عبر مطاردة المعارضين للاتفاق السياسي, وتهجيرهم من بيوتهم, والزج ببعضهم في السجون...إلخ.

ويضيف, "قابلتُ العديد من الشخصيات السياسية الفاعلة من مختلف المشارب والتوجهات, لم أَجِد واحدا منهم يشعر بالندم, أو اعترف بالذنب, بل الجميع يحدثك عن وطنيته, وصواب رأيه!

لك أن تقول ما تشاء اليوم, وتجادل عن نفسك بالباطل, لكن أمامك يوم لن ينفعك فيه ذلك كله, ورضي الله عن عمر, فقد أتعب من بعده.

(المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع بل عن رأي كتابها)