"وَجَدْتُّ في الرسم متنفسا"، بهذه العبارة بدأت الفنانة مروة المنصوري حديثها عن بداياتها مع الرسم، وهي تروي لليبيا أوبزرفر، قصة انتصارها على الألم والخوف، بعد حادث مروع، أفقدها القدرة على السير، وكيف استطاعت أن تحول نظرات الشفقة إليها ..إلى انبهار.

قبل عشر سنوات، انقلبت حياة مروة رأسا على عقب، فمروة ذات الأربعة عشر ربيعا آنذاك، كانت في طريق العودة إلى البيت، عندما انحرفت سيارة العائلة عن مسارها، وانقلبت عدة مرات، لتقذف بها على قارعة الطريق، وتفقدها الوعي. نجت مروة من الحادث بأعجوبة، إلا أنها استفاقت، لتجد نفسها عاجزة عن السير.

غير أن هذه ليست نهاية القصة، بل بدايتها، فلقد جسدت مروة بصبرها، وتحديها، ملحمة نجاح،  بدءاً من إنقاذها من الموت عقب الحادث، مرورا بتقبلها لصدمة إعاقتها، وصمودها فيما بعد، ثم قرار العودة إلى الحياة من جديد، بأفضل درجاتها.

لا تنكر مروة أنها مرت بأيام مريرة، أدخلتها في مرحلة اكتئاب، "فجأة تغير كل شيء، بعد أن كنت أنعم بالصحة، وجدت نفسي على كرسي متحرك، أوقفت دراستي بحكم ملازمتي للمستشفى، شعرت بفراغ كبير، بدأ الإحباط يتسلل إلي، أحسست بالاختناق، وكنت أنتظر الموت، (لن أعيش طويلا)، هكذا كانت تحدثني نفسي".

 قررت مروة في النهاية أن تنفض عنها غبار الحزن والألم، وتنطلق من جديد، فضربات الحياة التي لا تقتلنا.. تقوينا، ولجأت إلى الرسم للتخفيف من محنتها، لترسم لحياتها منحىً آخر، بريشةٍ، استطاعت أن تُخرج من أعماقها، هواية مدفونة لم تعِرها انتباها من قبل. 

انكفأت مروة على الرسم، وبدأت تخط عما يجول في خاطرها على الورق، إلى أن احترفت الرسم، وها هي اليوم تشارك في المعارض المحلية والدولية، وتُكرَّمُ، وتَسْتلم الشهادات، ضاربةً في ذلك مثالا، أن الإعاقة فى الفكر وليست فى الجسد.

وقد كانت مروة من بين الشخصيات المميزة التي تم تكريمها من قبل هيئة الرياضة والشباب، في اليوم العالمي لذوي الإعاقة، مطلع ديسمبر الجاري، كما كان لمروة حضور في عديد المعارض، منها معرض طرابلس الدولي، ومعرض سوابيت الياسمين، ومعرض دولي بالمملكة المغربية، وتحصلت على أفضل لوحة بالتصويت في معرض Classical art.