خبير أمني: حفتر يشعر بالقلق من احتمالية انقلاب مليشياته عليه

خبير أمني: حفتر يشعر بالقلق من احتمالية انقلاب مليشياته عليه

نوفمبر 27, 2021 - 21:13
القسم:

صورة من الأرشيف

قال الخبير في الشأن الأمني الصيد عبد الحفيظ: أن محاولة اعتقال مدير مديرية أمن سبها محمد بشر، بسبب ظهوره في فيديو إلى جانب سيف الإسلام أثناء تقديمه لأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية في سبها، واقتحام مقر محكمة سبها، يؤشران بوضوح إلى انزعاج حفتر من عودة القذافي ونشاطه في الجنوب.

واعتبر عبد الحفيظ أن هذا الانزعاج لايتجه لأن القذافي منافس محتمل له في الانتخابات الرئاسية فقط، بل أيضاً خطر نشاطه على وحدة قوة حفتر واستمرار سيطرته على الجنوب الليبي، الذي يمثل مركزاً حيوياً هاماً لأنصار النظام السابق، خصوصاً في ظل تراجع سيطرته في عديد المناطق ومنها الجنوب بعد انكساره جنوب طرابلس.

ويلفت الخبير في الشأن الأمني خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن أغلب القادة في الجنوب الذين عول عليهم حفتر في إنشاء مليشياته وتكوينها ومن ثم قيادتها، هم من أركان النظام السابق أو موالين له، فـ "علاوة على سحبان الذي يعد من القادة العسكرين البارزين في النظام السابق، ولاحقاً شارك في العديد من حروب حفتر بمقاتليه، وتولى مناصب مهمة آخرها تكليفه من قبل حفتر في مايو الماضي، بإمرة غرفة عمليات الجنوب، يُعد أيضاً العقيد عمر امراجع من الضباط الموالين للنظام السابق، وتولى العديد من المهام القتالية ضمن مليشيات حفتر، حتى رقاه الأخير من رتبة رائد إلى رتبة عقيد وكلفه بإمرة اللواء طارق بن زياد".

كما يلفت عبد الحفيظ إلى أهمية حسن الزادمة آمر المليشيات 128 مشاة بالنسبة لحفتر، فهو من يسيطر على قاعدة الجفرة ويمتلك أيضاً صلات وثيقة بمسلحي حركات التمرد الإفريقية، وكثيراً ما كان حلقة الوصل بينها وبين حفتر، لا سيما حركة العدل والمساوة السودانية التي يتركز أغلب وجودها في مناطق الجفرة.

ويمضي عبد الحفيظ في رصده لشكل وتركيب مليشيات الجنوب الموالية لحفتر، مضيفاً أنه وإن كان العديد من ضباط النظام السابق في الدوائر القريبة من حفتر، ويذكر منهم خيري التميمي مديراً لمكتبه الخاص وعدد آخر من الضباط الذين عول عليهم في بناء جهازه الأمني مثل سالم العبدلي وخيري الناجم وعطية عوض وغيرهم، إلا أن عبد الحفيظ يؤكد أن المخاوف المحدقة بمصير مليشيات حفتر تتركز حول القادة كونهم من يتولى فعلياً قيادة أعداد من المليشيات المسلحة.

ويؤكد عبد الحفيظ أيضاً على الانتماء القبلي، ويقول "كما يفقد انتماء هؤلاء القادة للنظام السابق ولاءهم لحفتر، كذلك يفقده ورقة هامة طالما أجاد اللعب بها للسيطرة على الجنوب وهي ورقة الانتماء القبلي، فكما أن سحبان وامراجع هما من قبيلة المقارحة، أيضاً الزادمة هو من القذاذفة".

وفيما يبدو عدم قدرة حفتر على منع ظهور سيف الإسلام في سبها مؤشر على تراجع سيطرته، يظهر ذلك بشكل أكثر جلاء في عدم استجابة غرفة عمليات الجنوب لأوامره بالقبض على مدير مديرية أمن سبها محمد بشر.