السابع من إبريل يوم لإعدام الجامعيين والأساتذة

السابع من إبريل يوم لإعدام الجامعيين والأساتذة

أبريل 07, 2023 - 13:30
القسم:

تثبت عشرات الشهادات والروايات عن وقائع الشنق للطلبة فى ساحات الجامعة، و هى الجرائم التى لم تكن أول وآخر الجرائم الشاهدة على هذا السجل الإجرامي الدموى الطويل لأساليب التصفية والقتل الهمجى

مشانق إبريل

تمر اليوم الموافق للسابع من أبريل، واحدة من أبشع جرائم نظام القذافي بإعلان مايعرف ب "ثورة الطلاب" والتي اتخذتها السلطة الدموية موعدًا سنويًّا تنفذ فيه الإعدامات العلنية في الساحات العامة والإعدامات داخل السجون والمعسكرات وإعدام عشرات الطلبة داخل الحرمين الجامعيين في (طرابلس وبنغازي) فيما يعرف بأبريل الأسود.

ومن أكثر الإعدامات المشهورة ماحدث في يوم (7 أبريل عام 1983م)، حيث كان الطلاب في انتظار انطلاق المهرجانات الرياضية والفنية للاحتفال بما يسمي "ثورة الطلاب " ومع ازدحام كلية الهندسة التي عجت بالطلاب من عدة مدارس في طرابلس،، انطلقت الأهازيج والأغاني والزغاريد والتصفيق من بعض الحاضرين قائلين:

- "اطلع ياخفاش الليل.. جاك السابع من أبريل".

- "ثورة ياثورة.. بالعقيد منورة".

- "يامداير للمرأة شان ..عليه انموتو في الميدان"

- "النارالنار.. الدم الدم .. الطالب علي الموت امصمم".

لم يعرف أغلب الحاضرون سبب هذه الهتفات لتقوم اللجان الثورية بإحضار مشنقة خشبية، اعتقد الكثير أنها شكلية لإعدام رمزي، مثل ما حدث في بداية انقلاب الفاتح حيث يتم نصب مشانق ويقوم الناس بشنق ثمثيلي ليتفاجأ الحضور بوصول عدة سيارات مدنية وعسكرية.

 عقب ذلك أنزلت اللجان عددًا من الأشخاص شبه مخدرين ولايقاومون وتم تسليمهم إلى كل من الطلاب التابعين للجان "فرج المحبرش" و "رمضان بشير الأسطى" و"حسين اللموشي"، و"سالم المشاي الأحول"، و"عبدالمولي الغضبان"، و"حسين دبنون"، و"علي بن شتوان"، و"خضير الزروق" وغيرهم؛ ليتم إعدام (محمد مهذب حفاف) في وسط حالة من الذهول والصراخ والإغماء و الانهيار العصبي بحسب شهادات الحاضرين.

 وفي يوم (7 أبريل عام 1984م) وخوفًا من تكرار ما حدث العام السابق خلت الجامعة وتغيب الطلاب ودون تنسيق ، ولم يتواجد بها النظام من اللجان الثورية حيث حضر "القذافي" إلى مسرح كلية العلوم في حوالي الساعة العاشرة ليلقي خطاب، ولم يجد الطلاب، وبحسب شهادة الطالب حينها "دخيل التليسي" فقد أخبر كل من الطالبين "محمد المجدوب" و"أحمد إبراهيم القذافي" بأن الوقت مبكر وأن الاحتفالات تنطلق متأخرًا وهذا مايعلمه الطلبة ليغادر "القذافي" الجامعة ويعود بعدها بساعتين تقريبًا ولم يجد الطلبة ونفس العذر تقدم به "المجدوب"، وغادر "القذافي" الجامعة ليعود في حوالي الساعة الثانية ظهرًا ويجد "القذافي" مسرح كلية العلوم مملوءًا بالبشر".

وبحسب شهادة "التليسي" فور وصول "القذافي" للقاعة انقلبت القاعة بالهتافات والأناشيد ولكن "القذافي" بدأ يدقق في الوجوه ليجدها وجوهًا مسمرة ورؤسًا حليقة وأجسامًا نحيلة، ليتأكد بعد ذلك بأنهم طلبة كليات ومعاهد عسكرية باللباس المدني، تم جلبهم على عجل؛ لسد الفراغ وترضية للقذافي، وهنا التفت القذافي للمجدوب وقال له "هؤلاء عسكريين وأستطيع تجميعهم في خلال دقائق"، وخرج مهرولًا نحو سيارة بيجو 504 وانطلق دون انتظار للحراسات، وبعد حوالي عشرون دقيقة رجع "القذافي" وتتبعه سيارة رافعة لاندروفر ونش تابعة للمرور، وتوقف أمام صورة له كبيرة الحجم موضوعة في جزيرة دوران أمام كلية التربية وأمر سائق السيارة برفع صورته من المكان، علم مرتزقة اللجان الثورية بالأمر فحضروا إلى عين المكان ومنعوا سائق المرور من رفع الصورة.

وبسبب خوف الطلبة من تكرار سيناريو الإعدام، تغيبوا حتي يوم (15 أبريل) وهو اليوم الذي انتظمت فيه الدراسة من جديد، وبعد مضي حصتين تقريبًا و في حدود الساعة العاشرة والنصف، هجم الثوريون على المدرجات والمعامل والقسم الداخلي، وطلب من الجميع التجمع في الساحات إجباريًّا، بعدها طلب من الجميع المسير في اتجاه باب الخروج للجامعة، طلبة وطالبات وأعضاء هيئة تدريس وعمال يساقون إجباريًّا باتجاه معسكر باب العزيزية، لن تجد خرم تهرب منه في كل منفذ تجد أناس مدججيين بالأسلحة، ليس أمامك إلا أن تستمر سيرًا على الأقدام لتقديم الاعتذار على ماحدث يوم (7 أبريل) لينتظر الطلاب خمس ساعات حتى خرج القذافي حينها لقراءة بيان لم يفهمه المثيرون و تتفرق الجموع بعده.

وبحسب شهادة الطلاب ففي اليوم التالي الموافق (16 أبريل) دخلت المدرجات اللجان الثورية وطلبوا منا الخروج للساحة والتوجه إلى كلية الصيدلة ليساقوا دون اعتراض إلى ساحة الصيدلة حيث نصبت مشنقة جديدة وفي لحظات حضرت شاحنة السجن وتم إنزال "رشيد كعبار" مغطى وجهه ويداه مقيدتان من الأمام، وبحسب التليسي استلمه "فرج المحبرش" و"عبد المولي الغضبان" و"حسين اللموشي" و"رمضان بشير" و"سالم المشاي" وباقي المرتزقة الثورية.

وقبل أن يتم شنق كعبار رفع يده صائحًا (الله أكبر الله أكبر) وهنا قام "فرج المحبرش" بضربه وإرغامه على إنزال يديه، وأعدمه، وبأوامر اللجان اتجه الطلاب في مظاهرة صامته إلى كلية الزراعة، ليتم إعدام "حافظ المدني الفقهي"، ليحدث هرج وإطلاق رصاص لايعرف مصدره، وسقط الكثير مغمى عليهم و نقل طلبه إلى المستشفى لإصابتهم بانهيار عصبي.

وتثبت عشرات الشهادات والروايات عن وقائع الشنق للطلبة فى ساحات الجامعة، و هى الجرائم التى لم تكن أول وآخر الجرائم الشاهدة على هذا السجل الإجرامي الدموى الطويل لأساليب التصفية والقتل الهمجى والتى كانت بأوامر مباشرة من القذافى وتنفيذ عصابة اللجان الثورية، فشهود العيان لروايات الشنق و بسبب ذلك قرر الكثير من الكلاب الرحيل عن ليبيا إلى غير رجعة وليس فقط ترك الدراسة والجامعة.