ماوراء صفقة نادي المريخ السوداني؟

ماوراء صفقة نادي المريخ السوداني؟

أبريل 17, 2023 - 19:18

بقلم الكاتب| عبدالله الكبير

الكاتب الصحفي عبدالله الكبير

تناقلت وسائل الإعلام خبر تعيين أحد أبناء حفتر رئيسا فخريا لنادي المريخ السوداني، مقابل مليوني دولار، تنوعت التعليقات على الخبر في صفحات وسائل التواصل الإجتماعي  الليبية، بين الغضب والاستغراب والسخرية، والتساؤل عن مصدر الأموال التي سيمول بها حفتر الصغير النادي السوداني.

أشارت الصحافة السودانية أن بعض أعضاء مجلس الإدارة رفضوا هذا التعيين، وكذلك مجلس شورى النادي. ولكن هذا الاعتراض لن يكون له تأثير بعد تقديم حفتر كرئيس شرفي في حفل رسمي.

صحيفة النادي قدمت حفتر الصغير لقرائها كعاشق للشطرنج، ويستمتع بمرافقة الحيوانات الأليفة، ويدعو للإنسانية، و يهوى الشعر، ودبلوماسي من طراز رفيع. والرفيع في هذا المقام تعني امتلاكه خبرات واسعة، وقدرات هائلة في العمل الدبلوماسي، رغم أنه لم يعرف عن صديق حفتر تقلد أي منصب دبلوماسي، أو ممارسته لأي عمل ذي طبيعة دبلوماسية .حتى في وسط عائلته ونفوذها في شرق ليبيا، أو إدارة الأملاك التي تحوزها في ليبيا وأمريكا وبعض الدول الأخرى، لا يلعب دورا بارزا مثل أشقائه الذين ترقوا في مصاف الرتب العسكرية، في القوات التي يتزعمها والدهم، وفي زمن قياسي باتوا يحوزون أرفع الرتب ويقودون أهم الكتائب، وجمعوا ثروات طائلة من تصدير الخردة، والسطو على المصرف المركزي فرع بنغازي، وتهريب النفط، وسلع أخرى.

 لم تشر  الصحيفة إلا لمهمة دبلوماسية وحيدة، سافر فيها ابن حفتر إلى الإمارات وتناول وجبة سحور مع أمراء ومسؤولين، تمنى لهم في ختامها دوام النعم والاستقرار على دولة الإمارات.

 الصديق حفتر ليس له نشاط عسكري أو سياسي أو اجتماعي، ولكنه بدأ منذ أسابيع في نشر عدة مقاطع شعرية بصوته عبر وسائل التواصل، وهي مبادرة يتضح الآن أنها توطئة تمهيدية، يروج بها لنفسه كشخصية عامة لديها اهتمامات ثقافية، قبل إعلان شراء الرئاسة الشرفية لنادي المريخ.

 خطوة ظهور ابن حفتر في السودان وتنصيبه رئيسا شرفيا لأحد أعرق انديتها، هو مجرد تغطية لأهداف سياسية وعسكرية تخص مشروع خليفة حفتر، كتجديد تحالفات قديمة بين خليفة حفتر وبعض قادة المليشيات البارزين في السودان، مثل محمد حمدان دغلو حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة، كما أن مجموعات فاغنر لها نشاط في السودان، ومن ثم يمكن الاستفادة من الرئاسة الشرفية لنادي سوداني، في إنجاز بعض الأمور من دون إثارة شبهات، خاصة بعد تصنيف مجموعات فاغنر كمنظمة إجرامية عابرة للحدود من قبل الإدارة الأمريكية، ولا يستطيع حفتر أن يستمر في التعاون معهم بشكل معلن، لأن هذا يضعه تحت طائلة القانون باعتباره يحمل الجنسية الأمريكية.

من الاحتمالات الواردة أيضا لهذه الخطوة، هو استعداد حفتر للدفع بابنه حفتر للانتخابات الرئاسية إذا تعذر ترشحه لأي سبب، والنشاط عبر الأندية الرياضية في بلد مجاور، بوابة مناسبة لتقديمه كشخصية ليبية عامة، نشاطها يتجاوز الجغرافيا الليبية.

 ثمة أكثر من سبب يثير الشك في وجود أهداف سياسية، وراء توجه ابن حفتر إلى شراء رئاسة نادي المريخ الشرفية، مثل ظهور الضابط خيري التميمي مدير مكتب حفتر مرافقا لابن حفتر أثناء استقباله في مطار الخرطوم، ما يعني وجود ارتباط بين مشروع حفتر السياسي، وشراء الرئاسة الشرفية لإبنه، وكذلك لقائه مع حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الذي تولى إمداد حفتر بوحدات عسكرية سودانية قدمت المساعدة لحفتر في حروبه السنوات الماضية، فهل هي مجرد صدفة، أن تندلع الحرب بين الجيش السوداني ومليشيات حميدتي بعد يومين من هذا اللقاء؟

 توجه الدبيبة لتوطيد علاقة حكومته مع حكومة النيجر، قد يكون سببا إضافيا دفع حفتر  لمد الجسور مع السودان، وتجديد العلاقات مع جناح رئيسي في السلطة السودانية عبر بوابة الرياضة، فكل دول الجوار لها تأثير متفاوت القوة في ليبيا، وهذا يستدعي تطبيع العلاقات معها، لضمان دعمها في أي تحول سياسي محتمل، إذا ما أصبحت الانتخابات أمرا واقعا بفعل الضغوطات الدولية.

 

(المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع بل عن رأي كاتبها)