بن قردان مدينة أشباح بعدأكثر من شهر على إغلاق شريان الحياة فيها

بن قردان مدينة أشباح بعدأكثر من شهر على إغلاق شريان الحياة فيها

أبريل 29, 2024 - 15:44
القسم:

أغلق أغلب التجار في المدينة محلاتهم جراء ما لحقهم من أضرار جسيمة، بينما تشهد شوارعها شبه الفارغة توقف عشرات العربات وشاحنات نقل البضائع والتجارة من الجانبين

تعيش مدينة بن قردان التونسية حالة من الشلل بعد شهر ونصف الشهر من إغلاق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا حيث تحولت الحركة الاقتصادية فيها إلى حالة خاملة.

وتبدو المدينة وكأنها مدينة أشباح، بعد أن نفدت كمية البنزين المهرب في أماكن بيعها على الطريق الرئيسي للمعبر، وأغلق أغلب التجار محلاتهم جراء ما لحقهم من أضرار جسيمة، بينما تشهد شوارعها شبه الفارغة توقف عشرات العربات وشاحنات نقل البضائع والتجارة من الجانبين، حيث لا يسمح إلا بدخول الحالات المستعجلة والخطيرة، أو بدخول التونسيين العائدين من ليبيا، وذلك منذ إعلان الداخلية الليبية إغلاق المعبر.

كما اختفت السلع ذات العلامات التجارية العالمية في "السوق المغاربية" التي كانت تباع بأسعار تفضيلية وكميات كبيرة، واختفى أيضًا التجار والمقبلون على شراء مستلزمات الزواج والذين كانوا يتوافدون للتبضع، من مختلف المحافظات التونسية بحثًا عن بضائع أقل ثمنًا.

أما الستائر والأقمشة والآلات المنزلية، المستوردة من تركيا والصين وإيطاليا عبر التراب الليبي، فقد اختفت من سوق المدينة أو ما يعرف بـ"سوق ليبيا" في بن قردان، بعدما كانت تعج بالسلع التي يأتي بها التجار عبر خط تجاري شبه رسمي اُتفق على تسميته "الخط".

وتنشط هذه الأسواق دون مراقبة جبائية وجمركية، وتسمح لهم السلطات بذلك ؛ لأنها تعتبر هذه التجارة بديلًا عن التنمية التي عجزت على إرسائها في المنطقة، بحسب تأكيد عدد من الأهالي وأصحاب المحلات الذين التقتهم "الجزيرة نت".

فعلى طول شوارع المدينة، يجمع أغلب التجار على أن حركة دخول الشاحنات أصبحت مقتصرة فقط على منفذ "الذهيبة-وازن" حيث يستغرق دخول الشاحنات جراء الازدحام 4 أيام، معتبرين أن النشاط الاقتصادي تراجع بشكل ملحوظ، مما تسبب في ارتفاع أسعار السلع.

وفي شارع الصرف في بن قردان كما اعتاد الأهالي تسميته، فقد اُغلقت أيضًا عشرات مكاتب الصرف غير الرسمية، بعدما كانت وجهة كثير من الزبائن، لاستبدال الجنيه وهو الاسم الذي يتم اعتماده في هذه الأوساط نسبة للدينار الليبي، ويقول محمد شواط "بحرقة" للجزيرة نت "غلق رأس جدير كلفنا خسائر كبيرة".

ويضيف الشاب "محمد شواط" مشيرًا بإصبعه إلى آخر الشارع "هنا كانت تتوالى مكاتب الصرف غير الرسمية الواحد تلو الآخر التي نقتات منها جميعًا، اليوم وضعنا أصبح صعبًا" مضيفًا أنه "لا بد من إعادة فتح المعبر الذي يمثل مصدر رزق لقرى ومدن بأكملها".

من جانبه، يقول "محسن الصومعي" للجزيرة نت "إن غلق المعبر الحيوي بين تونس وليبيا له انعكاسات مباشرة آنية على حركة الأفراد والسلع بين البلدين، حيث تعبر يوميًّا مئات الشاحنات من الجانبين في إطار التجارة المتبادلة وتصدير السلع التونسية نحو جارتها الجنوبية".

ويؤكد أن سعر الوعاء البلاستيكي، الذي يحتوي على ما يناهز 22 لترًا من البنزين المهرب مثلًا، سجل ارتفاعًا قياسيًّا ليصل إلى حوالي 55 دينارًا تونسيًّا قبل أن يختفي تمامًا مع تعطل الحركة وسط المعبر.

ويطالب محللون وسياسبون تونسيون بضرورة إنجاز مناطق حرة في المغرب العربي، وتحديدًا في معبر رأس جدير الذي يربط بين تونس وبقية العمق الأفريقي باعتباره هدفًا أمنيًّا واقتصاديًّا تسهر على تحقيقه الدول التي شاركت منها في القمة الثلاثية الأخيرة بتونس.