قبيلة المنفه تطالب حفتر بتوضيح ماهية المشاريع الغامضة التي تقام على الأراضي الحدودية مع مصر

قبيلة المنفه تطالب حفتر بتوضيح ماهية المشاريع الغامضة التي تقام على الأراضي الحدودية مع مصر

يونيو 28, 2024 - 16:50
القسم:

المنفه أعلنو رفضهم لإجراءات حجز مليشيات حفتر لمساحات واسعة من أراضيهم وضمها لمشاريع ترفع "شعار التنمية" دون استشارتهم وإشراكهم فيها

طالبت قبيلة المنفه بطبرق، خلال اجتماع ضم قياداتها مساء الاثنين الماضي، قيادة حفتر بتوضيح ما وصفته بـ"المشاريع الغامضة" في المنطقة الحدودية الشرقية مع مصر حيث يعيش أبناء المنفه. 

وعبر المجتمعون، بحسب فيديو أظهر جزءًا مما جرى التداول بشأنه خلال الاجتماع، عن رفضهم لإجراءات حجز مليشيات حفتر لمساحات واسعة من أراضيهم وضمها لمشاريع ترفع "شعار التنمية" دون استشارتهم وإشراكهم فيها، بالإضافة لنشر عدد من النقط والحواجز الأمنية في المنطقة، معتبرين ذلك إهانة لهم.

من جانبه عبر الناشط عقيلة الأطرش للعربي الجديد ، والمطلع على تفاصيل الاجتماع، أكد أن هدفه كان للتشاور حول موقف القبيلة وأهل طبرق من تصرفات وممارسات الفرق الأمنية التابعة للكتيبة 106 التابعة لنجل حفتر، خالد، والمكلفة بتأمين طبرق.

وأوضح الأطرش أنه منذ أن افتتح خالد معسكرًا لكتيبته في طبرق نهاية عام 2022 "باتت سيطرة فرقه الأمنية تتزايد، وتمارس صلاحيات مطلقة دون الرجوع للمجلس البلدي أو مديرية أمن طبرق، وآخرها الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي في المنطقة بحجة ضمها لمشاريع التنمية والبناء التي يقودها نجل حفتر الآخر بلقاسم الذي يترأس صندوق الإعمار بالمنطقة الشرقية".

واستبعد الأطرش أن يقدم حفتر على اعتقال مشاركين في الاجتماع القبلي في طبرق، مرجحًا أنه سيلجأ لسياسة التجاهل، في الوقت الذي سيحاول فيه تحريك أنصاره في المنطقة لإظهار الولاء له. 

ولفت المتحدث ذاته إلى أنه إجراء سبق أن تعامل به حفتر مع قبيلة الدرسة التي نظمت اجتماعات علنية للمطالبة بالكشف عن مصير ابنها عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي الذي اختفى في بنغازي منذ منتصف مايو الماضي. واستدرك الأطرش بالإشارة إلى أنه إذا شكلت تحركات أي قبيلة خطراً مباشراً عليه فيستخدم العنف كما هو الحال مع قبيلة البراغثة التي اعتقل العشرات من أبنائها وأغلق بنغازي لأسبوع كامل إثر أحداث اعتقال وزير الدفاع السابق المهدي البرغثي في أكتوبر الماضي قبل أن تتبلغ قبيلته بمقتله.

وتعد هذه القبائل من أكبر قبائل شرق البلاد، بالإضافة لقبيلة العبيدات، حيث تتقاسم النفوذ كل في رقعة انتشارها وتعتبرها وفق التقليد الموروث "أمراً مقدساً ومرتبطاً بتاريخها" وبحسب تعبير الأطرش، الذي يرى أن حفتر أصبح هو الآخر يهتم بهذا الأمر "مدركاً خطورته، فمنذ أشهر وهو يصدر القرارات لإقصاء الشخصيات التي تتحدر من قبائل قد تشكل له قلقاً ويعين بديلاً عنها شخصيات من قبيلته (قبيلة الفرجان) في مراكز قيادته العليا والحساسة، ومنها تعيين أولاده قادة لأقوى مليشياته كصدام قائد القوات البرية وخالد قائد القوات الأمنية".

في المقابل، اعتبر الأكاديمي أحمد العويب أن اجتماع قبيلة المنفه "مختلف عند قراءة توقيته ومكانه، وربما يكون فاتحة نحو تشجع غيرها لبناء توازنات جديدة في المنطقة"، موضحاً في تصريح لـ"العربي الجديد" أن ذلك يعزى إلى تركيز المجتمعين في طبرق في حديثهم حول المشاريع الواقعة على الحدود المشتركة مع مصر ووصفها بالغامضة، وكذلك ربطها بالأحداث المتعلقة ببناء قاعدة عسكرية. 

وقال "هم يقصدون بلا شك القاعدة العسكرية الروسية في طبرق وإعلان حفتر عن زيارات قطع روسية بحرية هو ما أثار المخاوف أكثر، وعلينا أن نتساءل الآن هل يكون وراء هذا الاجتماع ظل مصري، قد يعكس قلقاً من القاهرة ومخاوف من إنشاء قاعدة على بعد خطوات من حدودها التي تستولي مليشيات حفتر على مساحات واسعة من الأراضي على تخومها بحجة التنمية".

وتبدي الأوساط القبلية في شرق ليبيا قلقاً متزايداً، دفعها للتعبير عن مواقف غاضبة، من توسع نفوذ خليفة حفتر وسيطرة مليشياته، مطالبة أبناءها بـ"المساواة"، خاصة مع سعي الأخير الى إعادة هيكلة بناء قيادته من عناصر موالية له تنتمي لقبيلة الفرجان التي يتحدر منها.