في تحول مزعج للأحداث يظهر مدى اليأس الذي وصلت إليه مليشيات حفتر ، ظهر المتحدث باسم هذه المليشيات المدعو أحمد المسماري في لقاء مباشر على شاشة قناة العربية الحدث – السعودية التي تبث من الإمارات – ليتهم رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا بما أسماه المتاجرة بفتيات ليبيات .

حيث ادعى المسماري أن من أسماهم المرتزقة السوريين والأتراك ينتهكون أعراض الليبيات في طرابلس ومصراته وغيرها بمباركة مسؤولين سياسيين وقادة عسكريين .

هذه الاتهام لم يكن وليد اللحظة ، إنما هو جزء من عمل مخابراتي تنتهجه مخابرات دولة الإمارات والسعودية مع كل خصومهم السياسيين .

وسبق لقناة الحدث أن فبركت مكالمة لمن وصفته بـ"مرتزق سوري " يطلب فيها من شخص ليبي أن يجلب له ولزملائه فتيات ليبيات من مصراته والزنتان تحديدا ، وهو ما رأى فيه مراقبون استمرارا لنهج الإمارات وفريق الثورة المضادة في شيطنة مصراته ، غير أن ذكر الزنتان في هذا السياق يعتبر جديدا وإن لم يكن مفاجئا كون داعمي حفتر مازالوا يعولون على إمكانية استمالة كتائب عسكرية من الزنتان للقتال في صفوفه .

وكان مسؤولون بمليشيات حفتر بينهم المسماري وآمر التوجيه المعنوي خالد المحجوب وغيرهم قد ادعوا في وقت سابق أن من أسموهم المرتزقة السوريون يفتشون النساء الليبيات في الشوارع في طرابلس ويدخلون إلى بيوتهن ، مطالبين سكان طرابلس بما أسموه بانتفاضة من أجل الشرف .

هذا التوجه ليس جديدا على الأذرع الإعلامية لمليشيات حفتر ، فقد شنت حملات مشابهة أثناء حربها في بنغازي ودرنة وأطلقت نفس الاتهامات ، ولكن الجديد هو التركيز عليه هذه الأيام وتحويله لأذرع الإمارات والسعودية الإعلامية ، وهو ما يؤكد أن قوات حفتر تترنح في محاور القتال خاصة بعد انسحاب المرتزقة الروس الذين أدى انسحابهم لفقدان حفتر وخلال أيام فقط ؛ لمعظم ما حققوه له خلال أشهر .