خط أحمر باطنه منزوع السلاح وظاهره من قبله العذاب
عماد الدين المنتصر
محلل و كاتب سياسي
على الرغم من تواتر تقاريرالتحشيد الروسي- الإماراتي في ليبيا، فلن يكون هناك هجوم جديد على مدن الغرب الليبي الرئيسية. الحرب لا تخدم من يريد أن يشارك بنفسه أو بحزبه في النظام السياسي الليبي الجديد حسب التصريح الرسمي الأمريكي الذي جاء فيه " ... وشدّد على دعم الولايات المتحدة لجميع القادة الليبيين الذين يتحلّون بروح المسؤولية والساعين إلى حلّ سلمي للصراع ...". أما التحشيد فهو لترسيم الطوق الأحمر حول أعناق منزوعي السلاح.
نجد كل لاعب ( شرقا أوغربا ) منشغل الآن في التسويق لنفسه مما أوقد حملة انتخابية غير معلنة محلية ودولية تارة باسم السلام وأخرى باسم محاربة الفساد وثالثة بالدعوة لانتخابات. أما الكهرباء والماء والسيولة والديمقراطية الحقة فهي متطلبات محلية صرفة (للغلابة) لا تبهر بتوفيرها صانعي القرار غير الليبيين.
العدو يعزز من سيطرته العسكرية على الجنوب والشرق الليبيين وذلك لترسيم طوق أحمريكبل به الغرب ويحاصره سياسيا واقتصاديا وعسكريا. والوفاقيون يشيدون الحصون والقلاع حول مناطقهم الخضراء ليضمنوا عدم اجتياز شريك الوطن لخطه الأحمر.
عقيلة صالح أضحى رجل دولة وسلام ومصالحة وشراكة بعد أن كان يقونن للقتل والتخريب وها هو يجهد نفسه في رحلات مكوكية من أجل السلام ولم شمل الليبين وترسيم مناطق منزوعة السلاح في الغرب الليبي (فقط).
أما حكومة الوفاق فبعد "بسط السيطرة على كامل التراب الليبي" و "لا حوار مع المعتدين" صرحت الأسبوع الماضي بكل قوة ووضوح بعد الإجتماع مع الوفد الإيطالي وثانية بعد الإجتماع مع الوفد التركي-المالطي إنها تعزم على الوقف الدائم لإطلاق النار(بشروط هلامية دعائية ) وإنها ستعود للحوار حسب مخرجات مؤتمر برلين وطالبت بأن تكون عملية أيريني أشد صرامة.
وفي هذا الخضم المتلاطم ينبغي على الوطني الغيور أن يتخذ قراره بنفسه فأما أن يسترد دوره بيديه أو أن يغيب فتغيب معه دولته وحريته وديمقراطيته.
المقال لا يعبر عن سياسة الصحيفة بل عن رأي كاتبه